الفيرا يونس أرملة رياض غلبوني .

إبنة تنورين في الجرد البتروني الذي أعطى الفن والشعر والأدب : المرحومة نزهة يونس والكبيرة هيام يونس والمعتزلة دنيا يونس والشاعر حبيب يونس والمخضرمة وفاء طربيه والقدير رفعت طربيه والبارز بيار داغر ومن جيل اليوم غيتا وكاتيا حرب .

تزوجت ولم تغادر البترون إذ إنتقلت من تنورين إلى سمار جبيل .

هي من أعضاء مجلس نقابة الفنانين المحترفين بل من المؤسسين لها .

تمتلك وزنات كثيرة ولمن لا يعرف فهي نذرت صوتها العذب للقصائد وكانت نجمة المنابر من الجنوب إلى بيروت والجبل والشمال في الندوات والأمسيات وتواقيع الكتب .

هي واحدة من فريق إذاعة عمشيت الرسمية في السبعينيات وعضو لجنة الزمن الجميل اليوم وكانت في إحدى الدورات عضو اللجنة التحكيمية الدرامية للموركس دور .

أطلت في كل مناسبات الشمال .

كرمها معهد الآباء الكرمليين مجدليا في حفل " الأم الممثلة التي لا تمثل الأمومة " وقدمت من الرابطة الثقافية في طرابلس حفل توقيع كتابي " زرعني بأرض لبنان " . 

غابت مؤخراً عن الأعمال الدرامية لأنها تتقاضى راتباً تقاعدياً لزوجها وهي ترفض التذاكي على المال العام .

ربما آخر مسلسلاتها : الطاغية وغريبة وكيندا وإسمها لا .

المفارقة أنها في الطاغية وفي إسمها لا كانت زوجة للممثل الراحل ميشال تابت تكره زوجها المنحرف مع أن العمل الأول لمروان نجار والثاني لشكري أنيس فاخوري .

أما في غريبة فكانت زوجة مخدوعة أيضاً للممثل الراحل كمال الحلو وفي مسلسل " كيندا " لجبران ضاهر قدمت ثنائية جديدة مع الكابتن فؤاد شرف الدين من أول مشهد إلى آخر مشهد .

رصيدها في عالم الدوبلاج لا يمكن أن نحصيه بإرتجال ولا نستطيع أن نجيب على سؤال : كم مرة أعارت صوتها لممثلة مكسيكية  .

أليست هي راكيل اللبنانية حبيبة أنطونيو في أشهر وأول الأعمال المدبلجة " أنت أو لا أحد " .

من منا تتجاوز ذاكرته حضورها الصوتي كعلامة فارقة في الأفلام الكرتونية مثل مغامرات زينة ونحول ؟

الفيرا يونس إتكلت على نفسها ومجهودها و اليد الممدودة لها في البدايات إستعادتها بوفاء في المقابلات فراشة المسرح الكوميدية الراحلة فريال كريم التي كانت الحجر الأساس لدخولها عالم الفن.

كانت الفيرا المراهقة مغرمة بالفن وتبلغ من العمر ١٤ عاما فطلبت من جارة العائلة فريال كريم إن تعمل معها في المسرح ووافق الأهل وحولت فريال التردد الى تودد .

من المسرح إلى الإذاعة ومن الإذاعة إلى التلفزيون والنجاح يتنقل معها حتى من عالم برامج الصغار إلى الكبار .

المراهقة أصبحت شابة والشابة نجمة والنجمة زوجة وأجمل أم .

الحصاد وفير والرصيد كبير في حياة الفيرا يونس . 

اليد الجريحة -ابو المراجل - ابو ملحم - ابو سليم - عازف الليل غروب - ربيع..مياسة - الاسيرة - خلف جدران القصر - الابله -كيندا..الطاغيه..البديل…من اجل غدي..غريبة - الكوخ القديم..ليلى والبراق..سجن الايام ..جحا الضاحك الباكي…السر..بين الحقيقة والخيال..الخديعة - كان يما كان..التائه..حنين في الليل..سر اللؤلؤة -نواره -شارع العز - اشعب والكندي..فارس بني عياد - علمتني الحياة - صقور الصحراء - طالبين القرب - اسمها لا وغيرها من العناوين في الدراما التلفزيونية .

في المسرح:وقفت الفيرا على الخشبة وكانت أعمال مع جلال خوري ومع نبيه ابو الحسن الاخوت ومع جورج شلهوب..

أما في الشاشة الذهبية فكانت الممثلة المنشغلة بالأمومة وبخيلة إذ قدمتها في  فيلمين لبناني ومصري . 

وكما في الفيلم كانت في التلفيلم .

تيليفيلم "من أجلك حبيبي"، من كتابة د. نجاة رفعت الخطيب رحمها الله، وإخراج المخرج الليبي الأستاذ عبد السلام رزق، عام 1990.

وكما في التلفيلم ظهرت ممثلة في الفيديو كليب مثالاً مع المطرب ناصيف راضي .

الممثلة الفيرا يونس تولت منصب أمينة سر مجلس  نقابة الفنانين المحترفين ووضعت يدها بأيدي سميرة بارودي واحسان صادق وشاديا دوغان وغيرهم لتكون النقابة في خدمة الفنان في ظروفه الاجتماعية والصحية والقانونية .

في جعبتها العديد من الجوائز التكريمية بين دروع وشهادات تقدير عن أدوارها في الشر والخير وفي الأداء الرومنسي والتاريخي ،كحبيبة وزوجة ووالدة ، كممثلة بارعة ومقنعة في اللهجتين الفصحى والعامية وفي الأعمال المودرن والتاريخية ، كشخصية كرتونية ترسخت في ذاكرة الطفولة بأدوار مثل؛ نينجا المغامر - زينة ونحول - بيل وسيباستيان - السنافر وعشرات الأعمال القيمة في مكتبة الأعمال الكرتونية .

النبذة ربما لا تكتمل بسطور لكن لا شك أن الوضع الوظائفي والإنصراف البيتي جعلنا نخسر ممثلة من قماشة الفيرا يونس .

خسرت الشاشة غزارتها وربحت نفسها كوالدة متفانية وجدة جميلة لا تجيد استعطاف المنتجين لان كرامتها أهم من التمثيل ولو كانت تعشقه .