⁠لم يتعلق الفنان كارلوس( حكري ) ببلدته مجدل الكورانية بطفولته أو مراهقته وهو عاش بيروت ولم يقطن البلدة الجميلة .
كارلوس الذي حقق نجومية غريبة وجماهيرية عجيبة في صفوف الشباب يعترف أنه وقع بغرام بلدته حين عاد اليها وراء نعش والده عصام ليواري الثرى في مدافن البلدة .
يومها لمس عاطفة أبناء بلدته ووقوفهم قربه وقرب والدته نهى وأسرته يشاركونهم التعزية بفقيدهم الذي هو فقيده.
في ذاك اليوم الحزين شعر أنه من البلدة أباً عن جد وأن التفريط بهذا الانتماء الجغرافي - العاطفي ممنوع ( سجل رقم ٧ ).
كارلوس في الاساس له شعبية واسعة في زغرتا واهدن والبترون وطرابلس .يوم وفاء بلدته لمواطنها أصبح تاريخ وفاء كارلوس ل" مجدل " حيث أهداها من كلمات الشاعر مرسال مدور "عنراباتك يا الكورة ".
له في الشمال صداقات مع السياسيين ورجال الاعمال وأصحاب المؤسسات السياحية ويكاد يعرف جمهوره الذي يلاحقه من حفلة الى اخرى بالاسم أو اللقب .
دعوته مرة لاحياء حفلة تخرج معهد دلاسال كفرياشيت وكان أبني من فوج الخريجين الذي حضر للسهرة فجاء وأحيا لهم سهرة ولم يقبض فلساً واحداً ، قال لهم " روحوا سافروا وشموا الهوا" رغم أن الحجز كان مكتملاً وشباك التذاكر مكتظاً . كريم النفس والاخلاق ، هو الفنان المندفع والخدوم .حاورته رغم انه لا تستهويه الحوارات وهو ليس من صنف الفنانين الديبلوماسيين أبداً .
قدمته في مهرجان سياحي كان نجمه الموسيقار ملحم بركات في اهدن .صعد كارلوس الى المسرح وكان بين الحضور النائب طوني فرنجية فغنى له " يا طوني زغرتا بعينيك …" ومن اغنية الى اغنية ألهب الحضور ووصل الفنان ملحم بركات الى كواليس المسرح وقال : أنا ملحم بركات لا أنتظر فناناً نصف ساعة لينهي وصلته .
هدد ملحم بالانسحاب ليتبين له أن كارلوس لاعلم له أن بركات وصل ويريد أن يصعد .ختم وصلته ودخل يعتذر برقي وأخلاق فهو يقدر الكبار وحين يغني لهم يكرم نفسه وجمهوره .نظر الي الموسيقار وأسر في أذني " ظلمنا الزلمي "وأردف " سوبر مهذب ".
أذكر في احدى المرات اتصل بي الشاعر ماهر الخبر وكان سفيراً في غانا ، وهو صديقي منذ أيام الدراسة الثانوية وقال لي : اريد استشارتك بموضوع …. الفنان كارلوس في غانا ووجهت الي دعوة لاحضر حفلته ثم استقبله في السفارة …. قبل لي أنه يمرر بعض المسبات في اغنياته ، ولا أريد أن توجه لي ملاحظة من وزارة الخارجية …نصحته بحضوره وقلت له : المسبات بركات من كارلوس ووزراء الخارجية يحبون سماعه قبل السفراء ….في اليوم التالي أكد لي أنه استمتع بحفلته ولمس حجم محبة أفراد الجالية له ولاغانيه ، ولفته شهرته الواسعة  .يرتجل كارلوس كثيراً على المسرح ، يحور في الاغنيات ، يضيف ويحذف على هواه .
لا يتكل كثيراً على رصيده الغنائي الخاص بل على الاغنيات التي باتت مطلباً جماهيرياً كلما صعد الى خشبة مسرح .كارلوس من نجوم الكورة الى الوطن ؟ سؤال لا يحتاج الى تدقيق خصوصاً أن رئيسة بلدية مجدل نجاة الزغبي ما أن سألتها عن مشاهير مجدل حتى بادرتني فوراً : محبوب الجماهير كارلوس لا يقصر مع البلدة ويحملها في صوته دائماً.
وختمت : ونحن نفتخر به كثيراً .