حفظ الأمن وسلامة المواطنين في لبنان ليس المهمة الوحيدة للجيش، فتعزيز التواصل المباشر مع الشعب بكل فئاته وشرائحه العمرية والاجتماعية، هو من المهمات الأساسية التي يضطلع بها على الرغم من المصاعب التي يمرّ فيها مع البلد.

لكنّ الأوضاع الصعبة لم تمنع الجيش من أداء واجبه ورسالته، وما نشاط أمس في شدرا الحدودية الشمالية، إلا تأكيد على ذلك. فقد نظّم فوج الحدود البرّية الأول في الجيش اللبناني يوماً مفتوحاً لأبناء المناطق الحدودية وطلابها، وذلك في ثكنة سيمون شاهين ببلدة شدرا الحدودية، تخلّلته أنشطة متنوّعة توجيهية وترفيهية وعسكرية، وشارك فيه العديد من أبناء المنطقة مع الأطفال من قرى وادي خالد وأكروم والجوار.

بدأ النهار منذ التاسعة صباح أمس واستمرّ حتى السادسة وتضمّن أنشطة توعوية على مخاطر الألغام وتعريف بدور الجيش ومهماته وعناصره وأفواجه وألويته في حفظ الأمن والدفاع عن الحدود، بالإضافة إلى العروض ذات الصلة التي شاهدها المشاركون بكل حماسة وفخر.

وبدا الفرح والسرور على وجوه الجميع. وقد عبّر المشاركون عن ذلك، فأحمد سويد مدير ثانوية الوعر الرسمية في وادي خالد قال لـ»نداء الوطن»: «نشكر قيادة الجيش اللبناني وفوج الحدود البرية الأول على دعوتنا الى هذا النشاط الذي يعرّف الطلاب الى الجيش، ويؤكد أنّ العلاقة معه هي علاقة محبة وتقدير واحترام لدوره لا علاقة خوف أو ما شابه، ونتمنّى على قيادة الجيش مديرية التوجيه المزيد من هذه الأنشطة، وأن تتم زيارة المدارس والثانويات بشكل دائم من قبل الجيش لمزيد من التواصل بين الطلاب وحاضنتهم الأمنية والوطنية المتمثلة بالجيش الوطني».

وقالت منى كنعان من جبل أكروم «هذا اليوم المميز كان فرصة لي ولرفاقي من الطلاب والطالبات لنتعرّف عن قرب الى تضحيات الجيش اللبناني وأبطاله في سبيل حمايتنا وحماية الوطن من المخاطر، فرأينا كم يقدّم الجيش من أداء كبير ومجهود عظيم من أجل الوطن ولا يطلب منّة من أحد فله كل الشكر».

وتميّز النهار الطويل بالأمان والانضباط، وكان الجيش حريصاً على تأمين أفضل الأجواء للمشاركين، بإشراف قائد الفوج العميد الركن إيلي مسعود والضباط والأفراد في ثكنة سيمون شاهين. يشار إلى أن الجيش اللبناني يهدف الى تعزيز التواصل والمحبة التي تجمع بين اللبنانيين وجيشهم، المسؤول عن أمنهم وسلامة بلدهم، وذلك على مساحة الوطن، ولا سيّما في المناطق الحدودية.