كان يوم أمس حافلاً بالتطورات في ما خصّ قضية النفق الشجري في قرية تل اندي وما يتعرّض له من قطع جائر للأشجار. فبعد اعتراض أهالي القرية وفاعليات سهل عكار على قطع الحطّاب محمد خضر من قرية قبعيت، أشجار الكينا المعمّرة، ادّعى الأخير بواسطة وكيله ضدّ الشيخ محمد شحادة إبن قرية تل اندي وعدد من ناشطي المنطقة، الذين يرفضون قطع هذا النفق الشجري ويعملون على وقف هذه الأعمال «التخريبية للبيئة والطبيعة».

وعلى الأثر، استدعى مخفر العبدة في عكار الشيخ شحادة للتحقيق، فحضر صباحاً، وآزره عدد كبير من أهالي السهل وعكار، حيث خضع للتحقيق. وأكد لدى خروجه «أنّ هذا النفق هو مَعلم طبيعي وجمالي وبيئي لكل عكار وليس فقط لمنطقة السهل، ويضرب فيه المثل بجماليته».

وأضاف: «نعترض من باب المحافظة على هذا المَعلم ونشكر الأجهزة الأمنية والقضاء لأنهم أنصفونا، ونحن سنحمل قضيتنا إلى القضاء وسنأتي بخبير لمسح الأراضي للتأكيد على أن النفق الشجري موجود في الأملاك العامة، وعند التثبت من ذلك سنحافظ عليه مع كل الأهالي، ولن نقبل بقطع أشجاره».

وعبّر الأهالي عن تضامنهم مع الشيخ شحادة ورفضهم قطع الأشجار، وقال الناشط محمود شتيوي «إنّ مناشير الحطب تعمل من دون حسيب أو رقيب في أراضي السهل، وقد تتحول المنطقة صحراء قاحلة»، ودعا وزيري الزراعة والبيئة الى زيارة المنطقة «لمعاينة حجم الأضرار التي لحقت بأشجارنا».

وقال رئيس «جمعية خدمة البيئة والحياة الفطرية» في عكار صلاح قاسم: «نريد عكار جميلة بأشجارها وغاباتها، لا نقبل بما يحصل في حق طبيعتنا».

يذكر أنّ النفق الشجري موجود في تل اندي على طريق عام سهل عكار في اتجاه الحدود السورية، وعمر أشجار الكينا فيه تفوق المئة عام، ولطالما كان مقصداً للعديد من السياح، وكذلك العرسان من مختلف المناطق اللبنانية من أجل التقاط الصور تحت هذا المنظر الجميل.

وفي حين يقول الحطاب خضر إنّ لديه ترخيصاً رسمياً وإذناً من مالك الأرض بالقطع، يؤكد الأهالي في تل اندي والناشطون البيئيون أنّ هذا النفق الشجري يقع في الأملاك العامة للدولة وليس في أي ملك خاص، وهو منظر جمالي خلاب لا يجوز تخريبه.

وعلمت «نداء الوطن» أنّه تم الاتفاق على الإستعانة بخبير مساحة لتحديد موقع هذا النفق، لكي يُبنى على الشيء مقتضاه.