⁠لسنا في هذه الحرب أمام مباراة عالمية في كرة القدم بين البرازيل وألمانيا لننحاز الى هذا المنتخب أو ذاك . 
لسنا قضاة لنحاكم اذا كان التوقيت مناسباً لاندلاع الحرب ، فنحن في عدوان أيلول حيث تصبح العطلة القضائية في المحاكم الدولية سارية المفعول حول الوطن " المفعول به " أبشع وأقسى المجازر .
ليست مبارزة شريفة انقسام الاراء بين فئة مع معاقبة لاهل الجنوب والبقاع والضاحية وفئة ضد ذلك .
متى كان موضوع الاغاثة جنحة واستقبال النازحين عاراً  وتقديم البيوت تعييراً ؟! .
الاخطر في كل هذه السجالات أن تسقط الانسانية شهيدة فلا يمكن أن توارى الثرى في أي مدفن من مدافن الطوائف ال١٨ ..
بلدة ايطو في جرد قضاء زغرتا سبق أن سدد فاتورة العدوان الاسرائيلي في صيف ٢٠٠٦ حين قصف عامود ارسال ايطو ، واليوم فاتورة ثانية في عدوان أيلول ليجعلها " قانا الشمالية . 
عامود ارسال قرن ايطو التابع لوزارة الاعلام يرمز كثيراً الى مقاومة القضاء في " حرب السنتين " حين تحولت الى صوت صلب وشرس للدفاع عن الشرعية اللبنانية ومنع الاطماع الفلسطينية من التقدم خطوة واحدة باتجاه زغرتا الزاوية حيث كان يلعلع من أثيرها صوت المطرب المرحوم ميشال عيسى من كلمات الشاعر أسعد السبعلي " طقوا وموتوا ع زغرتا ما رح بتفوتوا - زغرتا مردتها بتحميها واللي بدو يطمع فيها - روح يوصي على تابوتو .
اذاعة لبنان من ايطو نالت نصيبها واليوم محاولة متجددة لاغتيال الانسانية  ، لكن هواء الانتماء الوطني ليس كالهوائي يمكن استهدافه فثمة فرق شاسع بين الاثير والمصير .
أصالة الضيافة ليست غريبة على هذه المنطقة في الحروب التي عاصرناها .
لليوم تقطن زغرتا عائلات لجأت اليها عقب حرب الجبل ، عاشت فيها وأبت المغادرة .
لليوم نستعيد صعود رئيس حزب الوطنيين الاحرار داني شمعون وزوجته السابقة المرحومة باتي وابنتهما السفيرة السابقة تريسي شمعون الى اهدن مع أصدقاء لهم في " نمور الاحرار " ومكوثهم فيها لفترة وجيزة عقب مرحلة سوداء في تاريخ الاقتتال المسيحي وتوحيد البندقية .
لليوم يتذكر الفنان نادر خوري اقامته الودية في زغرتا في حرب التحرير ثم الالغاء ومثله ديديه ووالدتها السيدة ميمي فرح وعائلتها ، وكذلك المحامي كميل فنيانوس وزوجته البرازيلية ريجينا بعد أن أجبرتهما هذه الحرب للعودة الى الجذور . 
لا نتخيل منطقتنا مهما تباينت فيها الاراء السياسية أن تقفل باباً أمام ضيف وهي التي ترفع راية " يا هلا بالضيف اللبناني من أي 
  منطقة وطائفة أتى .
بغض النظر عن الموقف الشخصي ووجهات النظر ، 
مجزرة ايطو والتصفيات الجسدية الجماعية للنساء والطفولة والكهولة لا يمكن أن يتم توصيفها بغير الابادة .
حضور أبن ايطو في السياسة الاميريكية راي لحود في الكونغرس أو في الوزارة لم ينفع بابعاد الكأس المر عن البلدة التي أسمت شارعاً تيمناً به بعد أن زارها مرات عديدة .
وحدها القديسة رفقا التي طلبت الالام في عينيها من مذبح دير مار سمعان أيطو نجت أبناء ايطو الهادئة والمسالمة من تسديد فاتورة الضيافة وسقوط شهداء من أبنائها حيث البيوت فيها تتكىء على بعضها والاهالي ايضاً .