⁠تختتم المخرجة والمنتجة والممثلة بيتي توتل اليوم عروض مسرحيتها Mono pause على خشبة مسرح دوار الشمس والتي بدأتها بعروض مكثفة منذ ١٤ آذار الماضي حيث حوّلت موقع المسرح الجغرافي بين البيروتين أيام الحرب وتاريخ الرابع عشر من آذار الى " خطوط تماس " ليس بين شرقية وغربية أو بين الثامن والرابع عشر من آذار بل الى " خطوط تماس " بين الزوج والزوجة أو الأم والأب أو الأم والأولاد أو ربة المنزل والأنثى …
بيتي التي ستسافر بالمسرحية الناجحة الى دبي لتقديم باقة عروض تطمع كما العديد من الرؤساء أن تصاب بفيروس التمديد ، لكن تمديد أو تجديد العروض لا يحتاج إلى خرق للدستور بل إلى شبّاك التذاكر الذي منح توتل هذه النعمة الشعبية .
بيتي التي حملت في يديها بطيحات الكتابة والإنتاج والإخراج والبطولة لم يكن أمامها ممثلاً واحداً يخلع الروب الأبيض ليلاً ويرتدي لباس " أبو خالد "عنينا الدكتور جاك مخباط  بل مجموعة ممثلين بأصواتهم وأصواتهن والاكثر حضوراً الزميلة تانيا غرة . 
ذكية بيتي ورشيقة في حبكتها ومعالجتها الروتين في المؤسسة الزوجية وفي تجسيد صورة الأم المحبطة والمحطّمة واليائسة والبائسة التي تتحول الى آلة من مكواة الى غسّالة لا ترضي زوجاً ولا عائلة .
هي ربة أسرةٍ بل أسيرتها وراء قضبان الخدمات التي باتت من أبسط واجباتها مثل شرطي السّير الذي يعتبر الصّفارة سلاحه والتلويح باليدين وظيفته . 
لا نريد فضح التفاصيل التي هي دقيقة في كل دقيقة من دقائق المسرحية التي تمددت أحداثها بفصل واحد .
ولا نريد العثور على امرأة قرّرت الإختفاء . 
ولا التطرق الى الخاتمة .
لماذا لم تتورط المرأة اليائسة بالخيانة وبقيت مخلصة للزوج وبقي الأولاد نقطة ضعفها التي وضعت نهايةً سعيدةً لرياضتها الرّوحية .
الدكتور جاك مخباط كان " حكيماً " في حضوره فلم يتورط لا بالمبالغة ولا بالتهكّم ولا بالعبثية واستطاع بحضوره التمثيلي دعم مرضى السيدا وجمع المال لمساعدتهم . 
أما بيتي فأكدت أنها فنانة بالثلاثة : ممثلة وكاتبة ومخرجة تتفوق بهذه الوزنات وتنفرد .
هي في النص كما عرقها الذي تصبب مائية في الحوارات وضبابية في اللطشات ، وفي الإخراج عصرية وفي النص تضحك وتبكي ، ترقص وتُنشد وتسرد وتمزح وتمزج الخلوة بالخلوي .
حوارات كما شرشف حكايتها تعلقت في مخزون وجداننا المسرحي ب" ملاقط " خيالها .
شرشف بيتي تفوق على شرشف اليسا هذه المرة !!