هل سيستطيع الغرب إنقاذ اسرائيل من صدمتها؟
مرسال الترسبعد خمسين يوماً على إنطلاق عملية "طوفان الأقصى" يقف حكام العدو الاسرائيلي مصدومين من فشلهم في تحقيق أي نصر عسكري، يستطيعون من خلاله مواجهة مستوطنيهم الذين كانوا يشكلون حرس حدود لهم وتحولوا الى نازحين داخل الكيان، يفتشون عن مكان آمن يلجأؤن إليه، ويرفضون بقوة العودة الى مستوطنات غلاف غزة وشمال فلسطين المغتصبة خوفاً مما قد تفاجئهم به المقاومة في غزة أو جنوب لبنان كما حصل في السابع من تشرين الأول الفائت والمشؤوم بالنسبة لمختلف قاطني الكيان.
♦صحيح أن جيش العدو قد دمّر أو صدّع ما يفوق نصف المباني السكنية في قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته الأربعمئة كيلومتر مربع.
♦وانه استطاع تسجيل رقم قياسي في عدد الشهداء الذين سقطوا وتجاوزا الخمسة عشر ألفاً، ما عدا المفقودين الذين ما زالوا تحت الأنقاض ومعظمهم من النساء والأطفال كما وثقتهم أحدث وسائل الاتصال في القرن الحادي والعشرين.
ناهيك عن الجرحى الذين يلفظون أنفاسهم عند أبواب المستشفيات أو على الطرقات.
♦في موازاة ذلك لم يستطع أن يأسر أي مقاوم من غزة كي يعرضه أمام الرأي العام العالمي على أنه عنوان الإرهاب، أو يدمر موقعاً عسكرياً لـ "حماس" أو "الجهاد الاسلامي" او ما يوازيهما على أنه البؤرة النواة التي توصل الى نهاية الأعمال التي تؤذي الكيان.
♦وأفضل ما تحقق لديه أطفال يحملون الرايات البيض يعبرون طرقات الموت، أو تصريحات تهديدية لكبار المسؤولين في الكيان الغاصب يؤكدون أن لا ابرياء في غزة، والأفضل إزالتها من الوجود لتنفيذ المخططات الجهنمية.
وأنه استطاع العثور على خمسمئة فوهة نفق ودمرها.
♦ولذلك استعان قادة الكيان، عبر الترويج الاعلامي المزيّف، بقادة الغرب: فسارعت الولايات المتحدة الأميركية الى إرسال حاملات الطائرات والغواصات والبوارج المزودة بأحدث التقنيات إضافة الى الآف المقاتلين والمرتزقة، وكذلك فعلت فرنسا والمانيا والعديد من الدول الأوروبية.
فيما إنفردت وزارة الدفاع البريطانية بإعلان التدخل رسميًا في العمليات العسكرية عن طريق تسيير رحلات استطلاعية فوق قطاع غزة من أجل البحث عن الرهائن وإنقاذهم بحجة أن من بينهم مواطنون بريطانيون بعد فشل جيش العدو في إنقاذ أي من الرهائن، لا بل أنه عمد الى إعدام بعضهم عبر القصف الجوي.
في العلم العسكري يعرف الجميع في أي توقيت بدأت الحرب، ولكن لا أحد يستطيع أن يدرك متى وكيف ستنتهي وبأية خسائر أو انتصارات، والثابت في العديد من الصراعات والمواجهات العالمية أن رفع علامات النصر يكون من جانب مقاومة أهل الأرض لأي مغتصب مهما تأخر الوقت وبلغت الأثمان، الاّ إذا تمت خيانتها من الداخل!