خطاب أمين عام حزب الله: حماس منتصرة على الأمريكي حتماً.
كتب المحررلم يأت خطاب الأمين العام لحزب الله على قدر ما تمناه البعض من سيناريوهات يحكمها ادمان جمهور المقاومة المتنامي على المفاجئات, ولكن لكي تعيش لحظة "انظروا اليها تحترق " مجدداً، عليك أن تكون صبوراً متبصراً مدركاً لما أراد السيد أن يقول ويفعل.
"طوفان الأقصى هو قرار وتخطيط وتوقيت فلسطيني" أراد السيد أولاً أن ينصف شعب فلسطين ومقاومته والتأكيد على حقيقته على انه شعب قادر مقتدر مبادر، يملك زمام أمره، وانه هذه المرة هو البطل دون شريك او مزاحم وقد تصدر سباق المتنافسين على هزيمة العدو وتحرير الارض.
المقاومة في لبنان بخبرتها ودرايتها تدرك عدم كفاية تحقيق الانتصار، فمن المهم ايضاً حماية الانتصار وتبنيه, وهو ما يتحقق بصمود وبقاء غزة وحماس في هذه الحرب.
وتحقيق هذا الأمر فرض عين على محور المقاومة ويجب العمل على انجازه بكل الوسائل المتاحة، وعلى كل فصيل من فصائل المقاومة على امتداد نفوذ المحور, العمل على حماية ملحمة طوفان الاقصى لما لها وما تبعها وما ستخلص اليه نتائجها من أهمية على المستوى الوطني لكل دول المنطقة، كلام السيد جاء واضحاً في هذا السياق وتأكد بإشارته الى أن المقاومة في لبنان دخلت المعركة في الثامن من تشرين الأول وتصاعد نشاطها الميداني بما يتجاوز حرب تموز 2006 وتبعها وفق مقتضيات الحرب البقية من محور المقاومة .
وتحت عنوان حماس يجب ان تنتصر, قدم السيد حزب الله على أنه سند وعون لها ، فلم يشأ ان ينسب لاحد شيء من انتصارها، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني هو اهل وأصل القضية، وان حزب الله يسير خلفهم ويتبنى مسارهم ويدعمهم وسيدعمهم وسيقف الى جانبهم لو لزم ذلك دخول حزب الله في حرب شاملة مع العدو, وهكذا يكون الامين العام لحزب الله قال ما يجب ان يقال، فلا سقف لدعم اهل غزة وحركة حماس, وكل ما يخطر في خيال امريكا واسرائيل ومن معهم من تصورات مخيفة وارد ان تصبح حقيقة في اي لحظة, وما يحدد الى اين سنذهب هو مدى سرعتهم في انهاء حفلة الجنون هذه .
وعن لجم جنون العدو, أوضح السيد نصر الله تماماً أن عرّاب هذه الحرب هو الامريكي, وأن قرار استمرارها من عدمه في يده وحده، وأن انتصار حماس والجهاد في غزة هو انتصار على الاميركي نفسه . فلا غشاوة على عين المقاومة, وهي تدرك غريمها وتعرفه, وانطلاقاً من ذلك جاء خطاب الامين العام لحزب الله هذه المرة استثنائي في معانيه ورسائله، فبعد أن أكد مجدداً على مشروعية القضية وقدسيتها وقال للعدو ما يدرك العدو معناه جيداً في الحرف والفاصلة, جاء جديد الخطاب ليقول، ان زمن الانتصار على اسرائيل قد أصبح خلف ظهر المقاومة, حتى ان عبارة اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت باتت تعطي العدو أكبر من حجمه بالنسبة لحاضر المقاومة وقدراتها، فهي اليوم تقارع الأصيل لا الوكيل, وقد أعدت المقاومة العدة لمن جاء من جيوشه وأساطيله في البحر، فعبارة "انظروا اليها تحترق وستغرق ومعها مئات الجنود" ستكون هذه المرة من حصة الامريكي الذي سيغرق وتغرق معه مصالحه وانظمته وكياناته اللقيطة.