هذا ما تمتلكه الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قدرات عسكرية
كَتَبَ المُحرّربعد العدوان الإسرائيلي الجوي المباغت الذي استهداف الجمهورية الاسلامية في إيران في 13 حزيران/يونيو الجاري، والذي أطلقت عليه "إسرائيل" اسم "الأسد الصاعد" وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، وذلك قبل انتهاء جولة المفاوضات النووية الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران بيومين.
بدأت إيران الرد على العدوان بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، ما أسفر عن قتلى وإصابات في صفوف الصهاينة، فضلًا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني عسكرية وأمنية ومركبات.
وبُعيد هذا التصعيد كان لا بدّ من التعرف على القدرات العسكرية لإيران.
يصنف "فهرس القوة النارية العالمي لعام 2025" الجيش الإيراني في المرتبة الـ14 عالميًا بين أقوى الجيوش، وذلك وفقًا لمؤشرات تشمل عدد الأفراد والعتاد العسكري من آليات وطائرات وسفن حربية. ويبلغ عدد سكان إيران نحو 88 مليون نسمة بينهم قرابة 49 مليونًا قوة بشرية متاحة.
* القوات البريّة
وفقاً لتقارير المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية (IISS) في العام 2025، يصل عدد أفراد الجيش الإيراني إلى 960 ألف جندي، بينهم 610 آلاف في الخدمة و350 ألف جندي في قوات الاحتياط، و190 ألفاً يخدمون في الحرس الثوري و18 ألف شخص في القوات البحرية و37 ألفاً في القوة الجوية و15 ألفاً في الدفاعات الجوية، فضلاً عن جيش احتياط مكوّن من 350 ألف شخص.
كما يبلغ عدد القادرين على الخدمة العسكرية 41 مليون فرد، وتبلغ الميزانية الدفاعية 15.5 مليار دولار في السنة. وفي الجانب الاقتصادي المرتبط بالقدرات العسكرية، تنتج إيران 3.4 مليون برميل نفط يوميًا.
كما يمتلك الجيش الإيراني 1713 دبابة ونحو 66 ألف مدرعة و392 مدفعًا ذاتي الحركة و2070 مدفعًا ميدانيًا و1517 راجمة صواريخ.
* القدرات الصاروخية.. ترسانة من 3 طبقات
عكفت طهران منذ عقود على تطوير منظومتها الصاروخية، بمديات متعددة، تعتمد فيها على الصواريخ الباليستية، من أجل الردع الاستراتيجي.
ووفق تقرير سابق لموقع "Missile Threat" التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية - CSIS، فإن إيران تمتلك الترسانة الصاروخية الأكبر والأكثر تنوعاً في الشرق الأوسط، مع الآلاف من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المجنّحة.
وتضم ترسانة إيران صواريخ عابرة للقارات، وأخرى متوسطة وقصيرة المدى، إضافة إلى وصولها لتقنية الصواريخ الفرط صوتية، والتي لا تمتلكها الكثير من الدول المتقدمة.
واستثمرت طهران بشكل كبير لتحسين دقة هذه الأسلحة وقدرتها التدميرية، ما جعلها تشكل تهديدًا حقيقياً لقواعد القوات العسكرية الأميركية في المنطقة وللكيان الصهيوني الغاصب.
وتمتاز الصواريخ الإيرانية، بحملها رؤوسًا حربية، متنوعة، بعضها شديد التدمير، ويصل إلى نحو طنين من المواد شديدة الانفجار، ومنها ما استخدم في قصف كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه الفترة.
ـ الصواريخ بعيدة المدى:
تمتلك إيران تسعة نماذج صاروخية يمكنها الوصول إلى الكيان الصهيوني، ومن أبرز الترسانة الصاروخية بعيدة المدى، صواريخ "عماد" و"قدر" و"سجيل" و"خرمشهر" و"عاشوراء"، بطرازات مختلفة ومديات متفاوتة.
ومنذ عام 2015 ورغم فرض العقوبات، استطاعت إيران تطوير أجيال جديدة أكثر دقة وخفة وذات رؤوس متعددة من بينها "خيبر"، و"سيمرغ"؛ و"ذو الجنة" ووصل مدى الأخير نحو أربعة آلاف كيلومتر.
صاروخ "عماد" يمثل أول صاروخ بعيد المدى تطوره طهران بتقنيات محلية، مداه 1700 كيلومتر ويزن 17.5 طنًا.
صاروخ "قدر" أنتجت منه إيران ثلاثة نماذج، ويبلغ مداه الأقصى 2000 كيلومتر، بوزن إجمالي يبلغ 17 طنًا، ورأس حربي شديد الانفجار قد يصل إلى نحو طنين.
صاروخ "سجيل" يمتاز بمحركي دفع يعملان بالوقود الصلب ومدى يتراوح بين 2000 و2500 كيلومتر. ويعد من أكثر الصواريخ تطورًا في فئته، نظرًا لسرعته التي تفوق 17 ألف كيلومتر في الساعة.
صاروخ "خرمشهر" يتمتع بقدرة على حمل رأس حربية تزن 1.8 طنًا، ويصل مداه إلى 2000 كيلومتر، وهو من أحدث الطرازات الصاروخية خاصة من ناحية السرعة الفائقة.
صاروخ "عاشوراء" يصل مداه إلى 2500 كيلومتر، ويعمل بمحرك من مرحلتين بالوقود الصلب، ويمكنه التحليق بسرعة تعادل 6 أضعاف سرعة الصوت.
ـ الصواريخ متوسطة المدى:
تضم هذه الفئة صواريخ مثل "شهاب 3" و"الحاج قاسم" و"شهاب 2" و"صياد 3".
صاروخ "شهاب 3" من أقدم الصواريخ الباليستية الإيرانية، حيث دخل الخدمة عام 2003 بمدى يصل إلى 2100 كيلومتر، ويعتمد في تصميمه على تكنولوجيا كورية شمالية.
"الحاج قاسم"، كشفت عنه طهران في عام 2020، ويبلغ مداه 1400 كيلومتر. وقد صمم لتفادي أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.
"صياد 3" كشفت عنه إيران النقاب في عام 2017، وهو صاروخ دفاع جوي مصمم لمواجهة التهديدات الجوية على ارتفاعات تصل إلى 27 كلم وبمدى يصل إلى 120 كلم.
ـ صواريخ قصيرة المدى:
تتضمن الترسانة قصيرة المدى، عدة صواريخ عائلة فاتح مثل "فاتح 110" و"فاتح 313" و"ذو الفقار" و"الرعد 500"، إضافة إلى "هرمز 1" و"هرمز 2".
صاروخ "فاتح 110" يعد من أكثر الصواريخ دقة، ويبلغ مداه 300 كيلومتر، وتم تطوير أربعة أجيال منه.
صواريخ "زلزال" التي تتراوح مدياتها بين 100 و400 كيلومتر، منها زلزال 1 و2 و3.
صاروخ "الخليج الفارسي" عام 2011، ويبلغ مداه 300 كيلومتر، وهو مصمم خصيصًا لضرب الأهداف البحرية.
ـ الصواريخ الفرط صوتية:
من أبرز الطرازات المعروفة عن الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية، صاروخ "فتاح 2" يبلغ المدى المعلن 1400 كيلومتر، ويقطع مسافة 5.1 كيلومتر في الثانية، بسرعة تصل إلى 15 ماخ، أي إنه أسرع من الصوت بـ 15 مرة، وهو قادر على تخطي كافة منظومات الدروع الصاروخية.
ـ صواريخ كروز ومضادة للسفن:
تمتلك إيران صواريخ كروز "سومار"، منذ عام 2017، ويصل مداها إلى 3 آلاف كيلومتر، وهي من الصواريخ فائقة السرعة والقادرة على المناورة.
صاروخ "نور" المضاد للسفن، وهو من النماذج الإيرانية الحديثة، ويصل مداه إلى نحو 200 كيلومترًا إضافة إلى صواريخ "كوثر" و"طوفان".
* الطائرات المسيرة الانقضاضية
هناك صناعة واسعة النطاق للطائرات بدون طيار "المسيرات الانقضاضية" التي طورتها إيران على مر السنين، والتي تعتبر من أهم صناعاتها الهجومية، وأكثرها شهرة هي "شاهد 136" و"شاهد 129".
وتشكل الشركات المملوكة للدولة مثل شركة صناعة الطائرات الإيرانية (HESA) وشركة قدس للصناعات الجوية (QAI)، والتي تنتج بشكل خاص عائلات "أبابيل" و"مهاجر" من الطائرات المسيّرة، العمود الفقري لسياسة وضعت منذ عقود، وتمتلك إيران عددًا منها بمدى يصل بها إلى حدود كيان الاحتلال بل ويتخطاه، أشهرها من طراز "فطرس" التي تعمل ضمن نطاق الاستطلاع والمراقبة والقتال، وقد تم الكشف عنها في تشرين الأول 2013، ويتراوح مدى تشغيل تلك المسيرة ما بين 1700 و2000 كيلومتر.
أما مسيّرة "مهاجر-10" فتم الكشف عنها عام 2023 ويبلغ مداها التشغيلي 2000 كيلومتر، كما أنها تستخدم عددًا من المسيرات الأخرى، وربما استخدمت جميعها في الرد الإيراني على كيان الاحتلال.
ـ "شاهد 136": سلاح انتحاري منخفض التكلفة وعال في التأثير
تعد "شاهد 136" طائرة انتحارية أحادية الاستخدام، مصممة لتصطدم بالهدف وتنفجر فيه، محمّلة برأس حربي يزن ما بين 20 و50 كيلوغرامًا.
وبهذا يمكن لإيران تنفيذ هجمات بأسراب كثيفة، ما يصعب على أنظمة الدفاع اعتراض جميعها.
وتحلق هذه الطائرات بسرعة بطيئة وعلى ارتفاع منخفض، ما يساعدها في التملص من الرادارات، خاصة حين تُطلق بكميات كبيرة. وتصنف "شاهد-136" بأنه مسيرة انتحارية، تنطلق من قاعدة أرضية ثم تستمر في الطيران حتى تصل إلى مسافة محددة من الهدف، ثم تبدأ التسكع أعلى منطقة الهدف وقتًا ربما يصل إلى ساعات، وحين تحدده تلقي بنفسها عليه كالصاروخ.
فالدور الرئيسي لهذه المسيّرة هو مهاجمة الأهداف الأرضية الثابتة التي عادة ما تكون إحداثياتها معروفة، لكنها ليست فعالة في ضرب الأهداف المتحركة.
ـ "شاهد 129": مسيّرة تكتيكية
تعد "شاهد 129" من الطائرات المسيّرة التكتيكية المتقدمة، وقد طورت على غرار أنظمة غربية مثل "إم كيو-1 بريداتور" الأمريكية.
وتمتلك الطائرة القدرة على التحليق لمدة تصل إلى 24 ساعة، وقطع مسافة تصل إلى 1700 كيلومتر، وهي مسافة كافية للوصول من وسط إيران إلى العمق الإسرائيلي دون الحاجة للتزود بالوقود أو الاعتماد على محطات ترحيل.
وتحمل الطائرة أربعة صواريخ موجهة من طراز "صديد"، ما يمكنها من تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف أرضية. وتتميز بوجود معدات تصوير حراري، وروابط اتصال متطورة، ونظام تحكم عن بعد، يسمح لها بالعمل في بيئات مليئة بالتشويش الإلكتروني.
* سلاح الجو الإيراني
في مجال القوة الجوية، يمتلك الجيش الإيراني 551 طائرة منها 181 طائرة مقاتلة. لكن الجميع يعلم أنه لا يمكن مواجهتها لسلاح الجو الإسرائيلي. لذلك اعتمدت طهران بشكل رئيسي في قوتها الردعية على تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار.
ويشغل سلاح الجو الإيراني حاليًا 15 سربًا مقاتلًا، بما في ذلك خمسة أسراب من طائرات F-4D/E Phantom II، و3 أسراب من طائرات F-5E/F Tiger II، وسربان من كل من طائرات F-14 Tomcat و MiG-29A/UB وسرب واحد من كل من طائرات J-7M و Su-24MK، وفقًا للمجلة العسكرية الدولية.
ويتكون السرب المختلط الخامس 10 من طائرات Mirage F-1E و F-5E/F، ويخدم السرب السابع عشر في فيلق الحرس الثوري الإيراني، ويتألف من مقاتلات Su-22 الضاربة الحديثة التي يعتمد عليها في الدعم الجوي القريب.
وطائرات إف-14 الإيرانية، فهي المقاتلات الوحيدة التي لديها صواريخ جو-جو مُوجّهة بالرادار النشط، والتي أصبحت بشكل متزايد معيارًا للوحدات المقاتلة الحديثة منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتمتلك إيران أكثر من 40 قاعدة جوية تنتشر على طول البلاد وعرضها، منها قواعد تكتيكية وبحرية وقواعد قتالية ولوجستية.
أبرز القواعد الجوية الإيرانية: قاعدة مهر آباد، وقاعدة تبريز، وقاعدة عقاب 44، والقاعدة 313، وقاعدة وحدتي، وقاعدة بندر عباس الجوية. ولديها 319 مطارًا عسكريًا صالحًا للاستخدام.
* القوات البحرية
تأتي القوات البحرية الإيرانية في المركز الـ37 بين أقوى 145 دولة على مستوى العالم، حسب مؤشرات موقع "غلوبال فاير باور" الأميركي لعام 2024، وتضم 18 ألفا و500 جندي، وتملك 107 قطع بحرية منها 25 غواصة و21 سفينة دورية و7 فرقاطات و3 سفن من طراز كورفيت.
كما تملك البحرية الإيرانية كاسحات ألغام بحرية وقطعًا برمائية بأحجام مختلفة، وسفن هجوم سريعة وسفن إنزال وزوارق سريعة مسلحة بالصواريخ والألغام البحرية، وسربًا بحريًا مكوّنًا من طائرات ومروحيات، فضلاً عن منظومة دفاع صاروخية ساحلية.
ومنذ عام 2007، بدأت إيران بإنتاج المعدات البحرية، وكانت أولاها البارجة الحربية موج، ثم تلتها مجموعة أخرى من المدمرات الحربية مثل جمران وسهند وديلمان ودينا ودماوند، والغواصات فاتح وغدير، والسفن الحربية كربلاء وقشم وهرمز وفرور.
وتتوزع القواعد التابعة للقوات البحرية الإيرانية على 4 قيادات أو مناطق بحرية رئيسة، هي:
المنطقة الأولى: مركزها قاعدة بندر عباس البحرية على مضيق هرمز، وهي أكبر مركز انتشار للوحدات البحرية الإيرانية.
المنطقة الثانية: مركزها قاعدة جاسك بمحافظة هرمزجان على خليج عمان.
المنطقة الثالثة: مركزها قاعدة تشابهار بمحافظة سيستان وبلوشستان على خليج عمان.
المنطقة الرابعة: مركزها قاعدة بندر أنزلي على بحر قزوين.