الديار _مُقاربة فرنسيّة مُختلفة لليّونيفيل... مُعطيات دقيقة تكشف نمط التحرّك الجديد جنوباً
ميشال نصرفيما الزيارات الرسمية "شغالة عالخطين" ذهابا وايابا، رغم ادراك ومعرفة الجميع بانها "حركة بلا بركة"، الى حين اتضاح الصورة الاقليمية، سقط التعويل الرسمي على رفع حظر السفر السعودي ومن خلفه الخليجي، ومعه الرهان على انخراط الخليج في عملية الاصلاح واعادة البناء الذي "ما جاب نتيجة"، في ظل اوضاع امنية وعسكرية هشة، تبدأ من الحدود الجنوبية ولا تنتهي في الداخل، الذي يبدو انه اوسع من مفهوم المطار وطريقه بالنسبة للعرب والاجانب.
وتحت هذا العنوان الامني، تندرج الاحداث المتكررة التي تحصل جنوبا بين قوات "اليونيفيل" والعقد المخفية التي تحيط بهذا الملف، منذ ان فتحت معركة التجديد لها قبل موعدها، وسط شد الحبال الدولي وتحديدا الاميركي - الفرنسي – "الاسرائيلي"، والصراع المستمر للسيطرة على ارض الجنوب.
فما الذي يحصل تحديدا، وكيف تطورت الامور لتبلغ السقف الذي بلغته خلال الساعات الماضية؟
في الوقائع ووفق مصادر متابعة بدقة لمسار عمل القوات الدولية، ان غالبية الاشكالات التي تحصل، تقف خلفها دوريات "المجموعة الخاصة" المعروفة باسم ال "اف.سي.آر"، وهي "قوة ضاربة" للتدخل تأتمر بقيادة رئيس اركان اليونيفيل وهو جنرال فرنسي الجنسية، جرى تعزيزها خلال الفترة الماضية ورفع عديدها ونوعية تسليحها، ما سمح لها بلعب دور خلال الحرب الاخيرة، حيث قامت بمداهمات وعمليات بحث وتفتيش عن مخازن الحزب في منطقة جنوب الليطاني، كما عملت على اطلاق طائرات مسيرة في سماء المنطقة، وجمع معلومات استخباراتية حساسة.
ووفقا للمصادر فان تلك القوة تعمل منذ مدة على تنفيذ دوريات وعمليات بحث، بغالبيتها دون مواكبة من الجيش اللبناني، ما يؤدي الى حصول الاشكالات مع الاهالي، خصوصا ان مهامها تطال مناطق حساسة وذات طبيعة خاصة، وهو بالتحديد ما حصل بالامس في دير قانون النهر، اذ وفقا لرواية مسؤول دولي، فان اليونيفيل تقدمت وفقا للآلية المعمول بها، بطلب لثلاث مرات متتالية للجيش اللبناني، لدخول المنطقة وتفتيش احد الاودية ومعاينة الموقع المقصود دون ان تحصل على اي جواب، ما دفع بالقوة الى التحرك ومحاولة تنفيذ المهمة، ما ادى الى الصدام الذي حصل، وتطور الامور الى تدافع واحتكاك مع الاهالي.
وتتابع المصادر، انه من الواضح ان هذه القوة تتحرك بطريقة استفزازية، رغم علمها بحساسية المناطق التي تتحرك فيها ورمزيتها، اضف الى ذلك غياب الثقة الذي خلفته الحرب الاخيرة بين الاهالي وتلك الوحدة تحديدا، رغم ان اهالي المناطق سبق وابلغوا المعنيين من دوليين ولبنانيين، بضرورة الانتباه الى تلك التحركات، خصوصا ان الاهالي لن يقبلوا بدخول تلك القوات الى املاكهم الخاصة وتصوير منازلهم، خلافا لما تنص عليه القوانين الدولية.
ورأت المصادر ان تلافي هذه الاحداث يفترض مزيدا من التعاون والتجاوب اللبناني، تحديدا بعد التمديد الاخير لتلك القوات، اي آب الماضي، والذي حصلت خلاله وفقا لنص القرار على الحق وحرية التحرك منفردة، خلافا لما كان عليه الوضع منذ عام 2006، حيث كان ثمة "تضييق" الى درجة كبيرة على عمل تلك القوات، برعاية رسمية.
وعليه، وفقا للمصادر واضح ان ما يحصل اليوم محاولة من قبل تلك القوات، وتحديدا الفرنسيين، لاظهار اهمية وقدرة ودور تلك القوات على الارض، وتأكيدها على قيامها بمهامها وان منفردة، ما يعزز فرضية الابقاء على وجودها والتمديد لها، مع تعزيز صلاحياتها وتعزيزها كقوة رادعة، وللتذكير هو ما كانت تنص عليه سابقا مشاريع قرارات التجديد التي كانت تتقدم بها فرنسا، في ظل اللامبالاة الاميركية، والسعي "الاسرائيلي" لالغاء تفويضها، حيث يركز الاعلام "الاسرائيلي"، على تواطؤ تلك القوات مع الجانب اللبناني الرسمي وحزب الله لسنوات طويلة، اوصلت الامور لما وصلت اليه.
فهل تنجح الخطة الفرنسية؟ ام يتم احباطها كما كان يحصل عند كل تجديد لقوات الطوارئ الدولية؟