عكار: السياحة البيئية تظهر الوجه الآخر!
سمية موسى
"النداء الأخير الى الركاب، الرجاء التوجه الى الباص رقم 5"، رحلة "اكتشف عكار" ستنطلق،(تتضمن: مشي في الطبيعة، تخييم، تصوير، المشي داخل الأنهر، التزلج، مخيمات ثلجية، اكتشاف الكهوف...)، "والمدة المتوقعة للوصول هي ساعتين، عليكم التحمل لأن سحر الطبيعة وروعتها سيكونان كفيلين بإزالة تعب الطريق". ينادي المرشد السياحي على الزوار وبعض السياح الذين ينتظرون في منطقة التل ـ طرابلس للانطلاق ضمن رحلة إستكشافية جديدة الى عكار.
نجح الناشطون البيئيون والمرشدون الجبليون،في القاء الضوء على غابات عكار وإظهار أهميتها البيئية والجمالية بما يعود بالمنفعة على المنطقة التي لطالما كانت ممرا للسياح الى البلدان المجاورة، من دون أن تكون مقرا أوأن يلتفت ركاب الباصات الى مضمون المحافظة المنسيةوالتعرف على آثارها.
تمكنت الفرق البيئيةمن تغيير الصورة النمطية عن المحافظة وإظهار معالمها الجمالية وكنوزها، والتسويق لغاباتها الفريدة من نوعها في كل منطقة حوض المتوسط، وفرضوا بإصرارهم معادلة سياحية جديدة تتميز بالسياحة البيئية والبيوت الجبلية وممارسة الهوايات في الطبيعة، وبفضل هؤلاء باتت عكار وجهة للزوار الراغبين بإكتشاف معالمها الجمالية من مختلف المناطق اللبنانية.
"نحن نقوم بحملة دعائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونحرص علىإظهار فيديوهات دعائية وصور جمالية عن المنطقة وغاباتها الخلابة الساحرة شتاء وصيفا، فمن لا يعرف غابة القموعة وغابة العذر، وغابات الشوح واللذاب والكهوف العائدة للعهد الفينيقي والبيزنطي"، يقول المرشد السياحي عبد القادر عبد المجيد، مؤكدا "أننا نمارس هوايتنا المفضلة وفي نفس الوقت نقوم بعمل هام جدا، لجهة إظهار أهمية عكار وتسليط الضوء عليها"، ويضيف: "صحيح أن عكار من أكثر المناطق المحرومة في لبنان ولكنها الأغنى بالمعالم الاثرية، ونحن نحرص كل أسبوع على إعداد برنامج مختلف، مثلا الأسبوع الفائت نظمنا رحلة تبدأ من درب نهر موسى الذي يمتد من بلدة قبعيت وصولا الى بحيرة عيون السمك، وهذا الدرب يشق طريقه على ضفاف نهر موسى هو أحد تفرعات نهر البارد، والزائر يستمتع بأشجار الدلب والحور والزيتون والليمون وهو مقصد لمحبي الألوانوالأنهار، والأسبوع الحالي لدينا برنامج مختلف كليا يتضمن التخييم ليلا في غابة العذر والاستمتاع بروعتها".
ويشدد "نحن نتحمل الكثير من أجل الوصول الى هدفنا وهو المحافظة على جمال البيئة والغابات وحمايتها من الاعتداءات، والتسويق لها لأنها من أجمل المواقع على الاطلاق،والدروب الرائعة التي نختارها تختصر بمقولة "هيدي عكار".
مجموعة "إكتشف عكار"، كما باقي المجموعات تخوض تجربة أسبوعية مميزة ورائعة في أحضان الطبيعة مع فريق مختص من الارشاد الجبلي ورسم الدرب وفن التصوير، فهل تنجح في إحراج وزارة السياحه الغائبة كليا عن المنطقة، حتى أن عكار غير مدرجة ضمن الشريط الدعائي للوزارة؟ وهل يشكل إهتمام الزوار دعوة للبلدياتلتحمل مسؤولياتها عبر إتخاذ تدابير لحماية ما تبقى من غابات، خصوصا بعد عملية القطع الجائر وإرتكاب مجازر بحق أهم الغابات في لبنان؟