الديار: نقل وزارة الثقافة الى طرابلس... هل يُحرج بقيّة الوزراء أم يشجّعهم على الاقتداء والانتقال الى عاصمة الثقافة ؟
12 كانون الثاني 2024

الديار: نقل وزارة الثقافة الى طرابلس... هل يُحرج بقيّة الوزراء أم يشجّعهم على الاقتداء والانتقال الى عاصمة الثقافة ؟

جهاد نافع

أجمع كل النواب الشماليين على اهمية قرار وزير الثقافة القاضي محمد بسام مرتضى بنقل وزارته الى طرابلس، كونها عاصمة الثقافة العربية، فلا يصح لوزارة معنية بالثقافة، إلا أن تكون في عاصمتها .
كما أجمعت كل القيادات والهيئات الطرابلسية والشمالية، على مباركة الخطوة الفريدة من نوعها في تاريخ لبنان، والتي فاجأ بها وزير الثقافة مرتضى كل اللبنانيين، وهي الخطوة التي اثبتت مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب.

ثمة تساؤلات باتت حديث الساعة في المجالس الطرابلسية خاصة والشمالية عامة، حول بقية الوزراء في حكومة تصريف الاعمال، لا سيما وزراء الخدمات، كوزير الاشغال العامة ووزير الطاقة والمياه، ووزير الصحة العامة ووزير التربية ووزير الاقتصاد ووزير الشؤون الاجتماعية... هل أحرجتهم خطوة وزير الثقافة؟ أم شكلت حافزا لهم للاقتداء به والانتقال الى طرابلس، ليس لكونها عاصمة الثقافة وحسب، بل ولكونها العاصمة الاقتصادية الاولى للبنان، والعاصمة اللبنانية الثانية بعد بيروت...

قيادات طرابلسية مختلفة دعت بقية الوزراء الى الاقتداء بوزير الثقافة الذي سارع الى ممارسة مهامه الوزارية من طرابلس، فجعلها مقصدا لكل راغب بلقائه من نواب وسياسيين ووفود اجنبية وعربية وسفراء عرب واجانب، ولفتت هذه القيادات والمراجع الطرابلسية الى ضرورة مسارعة وزراء الخدمات ان يحذوا حذو وزير الثقافة، لان المدينة تحتاج الى ورش اعمال على كل الاصعدة.

واللافت ان بعض المراجع وجهت نداء الى رجال الاعمال الطرابلسيين والشماليين، للمبادرة الى مواكبة وزير الثقافة واحتفالية "طرابلس عاصمة للثقافة العربية" بالاسراع في انشاء فنادق ذات مستوى لائق بعاصمة الثقافة، لاستقبال الوفود الوزارية العربية والفرق الفنية والثقافية والاستعراضية التي ستشارك بالاحتفالية.

تتعدد أوجه الحرمان في عاصمة الثقافة العربية طرابلس، فمدينة عريقة ضاربة جذورها في تاريخ الثقافة والعلوم والتراث، تفتقر الى فندق بمواصفات رفيعة المستوى، والفندق شبه الوحيد الذي أنشيء ضمن انشاءات معرض رشيد كرامي الدولي هو "كواليتي إن" ، الذي بات مهجورا يحتاج الى تأهيل وترميم لاعادة تشغيله...اما الفنادق التراثية في محلة التل ومحيطها، فليست مؤهلة لاستقبال الوفود الرسمية العربية .

هل يواكب بقية الوزراء الاحتفالية، فيسرعون الى تأهيل الطرقات والشوارع الرئيسية والداخلية في المدينة؟ هل يسارعون الى ترميم هذه الشوارع المحفرة؟ هل يعمدون الى ازالة اكوام النفايات المتحولة الى تلال على جوانب الشوارع التي ستعبرها الوفود العربية؟ هل يضيؤن الشوارع كي تعود للمدينة ألقها؟

هل كافحوا الفلتان المتنامي في الشوارع والطرقات والاحياء، عصابات تنشل جزادين النساء في وضح النهار، وعصابات تسطو، في كل ليلة، ورصاص عشوائي في كل مكان؟

هل لاحقوا تلك العصابات التي تشوه وجه المدينة البهي، وتسيء الى سمعتها والى دورها الوطني المنفتح؟.

هل واجهوا الفوضى في الشوارع والطرقات المزدحمة بدراجات نارية وتوك توك يعرقلون السير ويربكون المواطنين؟..

غير انه رغم كل ما ورد آنفا، لوحظ ان مبادرات لجمعيات وهيئات اخذت على عاتقها مسؤولية انارة الشوارع الرئيسة وتجميل الوسطيات والمستديرات، واضاءة الاشجار الوسطية كجمعية  (أنا وانت للخير) وغيرها من الجمعيات والمبادرة الفردية التي تساهم في غياب الوزارات المعنية... وهذه المبادرات اعادت للمدينة بعض جماليتها التي كانت تعرف بها قبل تفشي الفوضى والحروب العبثية والفلتان، وقبل محاولات سلخها عن تاريخها الوطني وانفتاحها كواحة حرية ونسيج اجتماعي واحد موحد.

الدعوة الى بقية الوزراء جاءت ملحاحة كي يسرعوا الى نقل مكاتبهم لعاصمة الثقافة، والمبادرة الى حركة نهوض انمائي شامل لطرابلس وكل الشمال.

وتقول اوساط شمالية، لعل نقل وزارة الثقافة الى طرابلس قد حشر وزراء الخدمات في الزاوية، خاصة الوزراء الذين ينتمون الى طرابلس والشمال، فلربما تدفع بهم الى الاستنفار لتعويض طرابلس والشمال كله سنين الحرمان والاهمال والتهميش المتواصل من طرابلس الى عكار، على ان تكون المبادرة الاولى، البدء بتأهيل شبكة المواصلات في طرابلس وعكار والمنية والضنية بمواصفات عالية بعيدا عن السمسرات والتنفيعات والمساومات.

وكان المرتضى استهل نشاطه في يومه الثالث في عاصمة الشمال، بزيارة القصر البلدي، حيث استقبل النائب اللواء أشرف ريفي في خلوة، ثم التقيا مع رئيس المجلس البلدي أحمد قمر الدين، ثم وفدا من مؤسسة "فيلوكاليا" ضم الأخت مارانا سعد والموسيقار شربل روحانا.
كما زار المرتضى،  مقرّ مطرانية الروم الكاثوليك في طرابلس والشمال والتقى المطران إدوار ضاهر، وجرى البحث في برنامج العمل الذي باشر تنفيذه في طرابلس ومحيطها.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen