عطيّة يكشف المُضمر: غطاءٌ سنّي وسعودي لانتخاب فرنجيّة
08 كانون الثاني 2024

عطيّة يكشف المُضمر: غطاءٌ سنّي وسعودي لانتخاب فرنجيّة

عبد الكافي الصمد

منذ نحو 3 أشهر تقريباً، وتحديداً غداة تنفيذ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة عملية "طوفان الأقصى" في7 تشرين الأوّل من العام الماضي، ردّاً على اعتداءات الإحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى ودور العبادة والمنشآت المدنية والمواطنين، غاب الإستحقاق الرئاسي عن الواجهة بشكل كبير، سواء من خلال المواقف أو التحرّكات او المبادرات، وإذا عُثر على شيء من هذا القبيل فإنّه لم يكن أكثر من رفع العتب، بعدما تراجع الإهتمام بالإستحقاق الرئاسي ولبنان من قبل الدول الإقليمية والدولية المعنية بالملف اللبناني إلى ما بعد جلاء نتائج حرب غزّة.

لكن بعد هذه الفترة الطويلة من الجمود التي خيّمت على الملف الرئاسي نتيجة الفراغ في كرسي الرئاسة الاولى منذ أكثر من سنة وثلاثة أشهر، حينما انتهت ولاية الرئيس السّابق للجمهورية ميشال عون في 31 تشرين الأول من عام 2022، برز أمس موقف عضو كتلة الإعتدال الوطني النائب سجيع عطية، في حديث إذاعي، نظراً لما حمله من تحولات ودلالات لافتة.

نقطتان لافتتان برزتا في موقف عطيّة من الإستحقاق الرئاسي، الأولى من ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، وهو الذي بالكاد مرّ أقل من شهر على تمديد ولايته عاماً إضافياً، إذ اعتبر عطية أنّ "قائد الجيش خرج من المعادلة الرئاسية، وإلّا لكانوا إنتخبوه رئيساً من دون التمديد له".

أمّا النقطة الثانية فهي إشادة عطيّة برئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، في تطوّر غير مسبوق لعطية والكتلة التي ينتمي إليها، عندما رأى أنّ "المرحلة المقبلة تحتاج لشخص يجمع الإقتصاد والسّياسة، وسليمان فرنجية لديه نوع من العدّة ليتمكن من النجاح إذا ما وصل إلى قصر بعبدا"، لأنّ "الثنائي الشيعي لا يزال متمسكاً بمرشحه سليمان فرنجيه" الذي "لديه حظوظ مرتفعة".

ما يلفت في موقف عطية نقاط عدّة، من أبرزها ما يلي:
أولاً: عندما جرى تمديد ولاية قائد الجيش في 15 كانون الأوّل الماضي في مجلس النوّاب، لمدّة عام، إعتبر كثيرون أنّ هذا التمديد يُبقي العماد عون مرشحاً أساسياً في السباق الرئاسي، ويعزّز حظوظه أكثر، في مواجهة بقية المرشحين الآخرين وعلى رأسهم فرنجية، إلى أن جاء تصريح عطية عكس الإنطباع السّائد عند البعض.

ثانياً: تأييد عطية وصول فرنجية إلى قصر بعبدا يعطي الزعيم الزغرتاوي زخماً إضافياً، ويزيد من رقعة المؤيدين المعلنين له.
فبعد تأييد ودعم الثنائي الشّيعي لفرنجية إضافة إلى مروحة واسعة من النوّاب المستقلين يمثلون مختلف الطوائف، يعتبر تأييد عطيّة وكتلته النيابية، إضافة إلى تأييد تكتل التوافق الوطني، بأنّه تأمين للغطاء السنّي له بعدما سبقه تأمين الغطاء الشيعي، وبعض الغطاء المسيحي، واقتراب تأمين الغطاء الدرزي بعد لقاء فرنجية مع النائب تيمور جنبلاط وتكتله النيابي اللقاء الديمقراطي، ما يعني أنّ فرنجية بات يملك، عددياً، أصوات تكفي لانتخابه رئيساً للجمهورية في أيّ جلسة إنتخاب مقبلة يعقدها المجلس النيابي لهذه الغاية.
ثالثاً: ما يلفت في تصريح عطية ليس موقفه الشخصي أو موقف التكتل النيابي الذي ينتمي اليه، بل فسّر مراقبون موقفه بأنّه موقف سعودي غير مباشر من ترشيح فرنجية للرئاسة الأولى، وتأييد مُضمر لهذا الترشيح، ذلك أنّه ليس خافياً أنّ التكتل النيابي الذي ينتمي إليه عطية يدور في حلقة الفريق السياسي المؤيّد للمملكة، وينسق مواقفه دائماً بالشأن الداخلي، وخصوصاً إنتخابات رئاسة الجمهورية، مع السّفير السّعودي في بيروت وليد البخاري.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen