زيارة التقدمي لبنشعي تحوّل رئاسي؟
مرسال الترستوقف المراقبون والمتابعون باهتمام عند الزيارة التي قام بها يوم الثلاثاء من أسبوع الأعياد وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي يتقدمه رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط الى دارة رئيس تيار المردة النائب والوزير السابق سليمان فرنجية في بنشعي بعد سلسلة من الاتصالات واللقاءات الجانبية التي مهّدت لها باعتبارها تحولاً ملموساً في الملف الرئاسي قبل أن تكون إحياء للعلاقة المتجذرة بين آل فرنجية وآل جنبلاط منذ نصف قرن على أقل تقدير.
ولذلك قال عنها امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر الذي كان في عداد الوفد :إن علاقة آل جنبلاط مع آل فرنجية مُستقرة والتواصل دائم تحديداً في الملف الرئاسي!
إذاً الزيارة لم تتركز فقط على الملف المتعلق بالتعيينات في قيادة الجيش ولاسيما رئاسة الأركان كما رغب بعض المهتمين في هذه المسألة.
لاسيما وإن النائب طوني فرنجية قد استنكر في تصريح له بعد الزيارة كيف أنّ "البحث في كل مرة يتمحور حول الحلول المجتزأة في حين أن الحلّ الفعلي هو بالتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام الى المؤسسات اللبنانية".
والجميع يدرك أن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي محوري في الملف الرئاسي منذ حلول الفراغ في قصر بعبدا قبل خمسة عشر شهراً ، ولاسيما عندما إتخذ الرئيس السابق للحزب النائب والوزير السابق وليد جنبلاط موقفاً بعيداً عن الثنائي الشيعي الذي أبدى دعماً مطلقاً لترشيح فرنجية الأب مفضلاً التنسيق مع الأفرقاء الذين ذهبوا في الاتجاه المعاكس الذي بدأ بترشيح رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض وانتقل لتأييد الوزير السابق جهاد أزعور مروراً بسلسلة من الأسماء غير المستقرة.
ولكن بعد استقالة وليد بك من مسؤولياته النيابية والحزبية وإيكال أمرها الى نجله تيمور سُجلت سلسلة من الاتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رُميت على عاتقه مسؤولية إيجاد التخريجة المناسبة للانتخابات الرئاسية، فوعد في أحدث مواقفه أنه سيضعها في قائمة أولوياته بعد حلول السنة الجديدة.
ولذلك كان لافتاً الموقف الذي أعلنه النائب تيمور بعد آخر زيارة له لعين التينة حيث قال علناً: إن والده قد أوصاه بالتنسيق مع الرئيس بري، في مختلف القضايا الوطنية".
وفي كل الحسابات القائمة لإنعقاد الجلسة الثالثة عشرة من سلسلة الانتخابات الرئاسية ومع إصرار فرنجية على التمسك بترشيحه! لأنه يستند، وفق قناعاته، الى كتلة صلبة من الكتل والنواب الداعمين له من منطلق مبدئي وعددها إحدى وخمسين نائباً.
سيكون للحزب التقدمي مكانه المؤثر نسبة لعدد النواب الملتزمين بسياسته، وأي خطوة إيجابية باتجاه فرنجية ستكون تحولاً مهماً في الاستحقاق الرئاسي لأنها ستكون مقدمة لتأثر عدد من النواب والكتل الذين لم يحسموا قرارهم بعد!