هل يمكن ان تتحول حماس الى لقمة سائغة؟
مرسال الترسبعد خمسة وسبعين يوماً من المواجهات (معظمها من النقطة صفر) لم يتمكن جيش العدو أسر أي عنصر من "حماس".
وبرغم التحذيرات الدولية للتوصل الى وقف لإطلاق النار، يتناوب بعض كبار المسؤولين في الكيان الاسرائيلي على القول: بأن الحرب يجب أن تستمر لبضعة أشهر كي يتمكن الجيش الاسرائيلي من إنهاء حركة "حماس" (وبالتأكيد بعض المنظمات الرديفة) قبل أن يتم فتح الطريق أمام أي مجال للتفاوض حول مستقبل القطاع.
فإزاء العهر الغربي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية، والموت السريري لجامعة الدول العربية، هل يمكن أن تتحول "حماس" و "أقرانها" في غزة الى "لقمة سائغة" في فم التنين الاسرائيلي، وأمام مئة وثلاثة وستين دولة قالت نعم لوقف النار، ولا كبيرة "ولكن غير تنفيذية" بوجه قرار الفيتو الذي رفعته واشنطن بوجه مشروع قرار أعدته دولة الامارات العربية المتحدة؟
المراقبون من عسكريين وسياسيين يرون أن الصمود الذي تعتمده قوى المقاومة في قطاع غزة لا يمكن أن تخرج خاسرة من هذه الحرب، لاسباب عديدة أبرزها:
♦لأنها خرجت الى المعركة غير خائفة من العدو وقاتلته وتقاتله من ركن الى أخر، ومن نفق يسهل على جنود العدو اكتشافه، الى أنفاق ما زالت تحوي الكثير الكثير من المفاجئات!
♦لأنها قارعت العدو بالصوت والصورة وأقتربت منه الى النقطة صفر الأمر الذي عكس جرأتها وتمسكها بارضها، فيما جنوده يترددون في الذهاب الى ساحات الوغى ويعتقدون أن تفوقهم بالطيران سيمكنهم من ربح المعركة!
♦لأنها اثبتت للعدو أنها تملك الكثير من مقومات الصمود والتصدي، ورغم إعلانه أنه سيطر على هذه المساحة أو تلك من القطاع الذي تمت تسوية أبنيته بالأرض، فقد "أهدت" عاصمة الكيان (تل ابيب) في اليوم الخامس والسبعين على إنطلاق عملية "طوفان الأقصى" باقة من الصواريخ التي قضّت مضاجع كبار المسؤولين الذين يعقدون معظم اجتماعاتهم في ملاجئ محصنة فيما عناصر المقاومة يضعون المتفجرات والألغام بايديهم العارية على ظهور الدبابات التي كانت يوماً فخر الصناعات الاسرائيلية!
♦لأن العدو الذي يركّز على استهداف العائلات بما فيها من أطفال ونساء وشيوخ كأهداف مباشرة لقنابله الذكية سيربي في نفوس الأجيال الآتية ما يكفي من الحقد والتصميم ليكون هناك المئات من عمليات "طوفان الأقصى" وليس عملية واحدة كيفما جاءت نتائجها.
وطالما أن اركان العدو مصممون على استمرار التدمير والإبادة خوفاً من محاسبتهم وإدخالهم الى السجون، وقادة المقاومة مصممون على تحرير جميع الأسرى وإقامة سلطة فلسطينية تستطيع رعاية شؤون أبنائها.
فلا خوف على نتائج الحرب لأنها ستكون في النهاية لصالح شعب آمن بأن العين قادرة على مقاومة المخرز مهما كان مسموماً.