الديار:لمصلحة مَن فوضى طرابلس... ومَن يُشوّه صورتها ؟
دموع الأسمرتستمر عمليات السلب شبه اليومية في مدينة طرابلس، وتتواصل مشاهد الفلتان والفوضى في المدينة، التي تتحول ليلا الى ما يشبه الغابة التي تنتشر فيها عصابات مسلحة تبث الرعب، وتقلق أمن الناس وتهدد السلم الاهلي.
في ليلة واحدة سجل اطلاق نار منال قبل مجهولين على احدى المقاهي في محلة شارع الحرية، نتج عنه اضرار مادية، وحسب مصادر محلية ان الرصاص حصل اثر قيام ( أ.س) باطلاق الرصاص على ( ب. د)، وسلبه دراجته النارية ومبلغا من المال وهاتفه في ساحة النجمة واصابته بقدمه.
ووقعت عملية سلب بقوة السلاح على اوتوستراد المنية الدولي - ديرعمار، حيث استدرج مجهولون تاجر لحوم مبرده، وعمدوا على سلبه مبلغ مالي كبير، وفروا هاربين إلى جهة مجهولة.
هذه في الاحداث التي وقعت في ليلة واحدة، ويكاد لا يمر نهار او ليلة دون حدث امني، الامر الذي يفاقم من الاوضاع الامنية في المدينة، ويجعلها ساحة مستباحة للخارجين على القانون، وينعكس سلبا على الاستقرار والامن في عاصمة الشمال، التي يفترض ان تكون مدينة آمنة فيكفيها ما عاشته من فوضى وفلتان في السنوات التي مضت.
هذه الاحداث المتكررة، وما يحصل من عمليات سلب ونشل في الشوارع والاحياء، ومجملها يحصل بواسطة الدراجات النارية التي باتت ظاهرة متفشية، وتكاد تفوق اعدادها اعداد السيارات، لا سيما وان كثيرا من سائقي الدراجات يعترضون قصدا السيارات، ويعمدون على ايقاف البعض منها، ثم يسلبون السائق والركاب بقوة السلاح..
انتشار الفوضى والفلتان في طرابلس بات الشغل الشاغل لمعظم الهيئات والفاعليات، خاصة القيادات الامنية التي سيّرت دوريات امنية واقامت حواجز ظرفية في الاسابيع الماضية، غير ان المطلوب تكثيف الاجراءات الامنية ورفع مستوى الاستنفار مع اقتراب موسم الاعياد، الذي يحتاج الى تدابير استثنائية، ونشر الوحدات العسكرية لضمان امن وسلامة المواطنين في الاسواق التجارية.
وترافق مع ظاهرة الفلتان والفوضى، تساؤلات عن المستفيد من الفوضى والفلتان، وخلفيات العابثين بامن المدينة الذين يشوهون وجه طرابلس. والتساؤلات تكبر عما اذا كان هناك من يتآمر على عاصمة الشمال، لينال من استقرارها ويجعلها مدينة مستباحة لعصابات مسلحة تتجول ليلا وتطلق الرصاص العشوائي يمنة ويسرة .
وقد صدرت دعوات اهلية تؤكد على اهمية ملاحقة المسلحين وعصابات السلب والنهب، ومتابعة الخارجين على القانون اينما وجدوا، والاهم من ذلك رفع الغطاء السياسي عن العصابات والعابثين بالامن والاستقرار.