لاشفاء لغليلهم و لو احتلوا مشفى الشفاء .
بقلم ناصر الظنط٤٥ يوماً من القصف والتدمير والمجازر و ثلاثة اسابيع من الحرب البرية و العدو الصهيوني عاجز عن تحقيق اي انجاز عسكري حقيقي حتى لجأ الى الخدع الاعلامية بحثا عن صورة نصر فاخترع حكاية المستشفيات و خاصة مستشفى الشفاء.
و لم يستطع الجيش المعادي من تحرير اسير واحد او اقتحام مقر عسكري واحد او نفق من انفاق المقاومة ، فالسيطرة على مستشفى أو جامع او مدرسة أو سراي ليس إنجازاً عسكرياً .
فهل اصبحت المستشفى وزارة للدفاع ام مقراً لقيادة الجيش ام ثكنة عسكرية ام مخزناً للسلاح ؟ لم يستطع العدو الى الآن تقديم صورة لأسر مجاهد او قيادي من القسام او من المقاومين البواسل .
لذلك يصر العدو ومن خلفه أمريكا على اعتماد حرب الابادة بحق المدنيين كوسيلة للانتقام من جهة وانسجاماً مع طبيعته الاجرامية منذ تأسيسه وكأداة للي ذراع المقاومين والبيئة الحاضنة .
ولعله يخطط كما أعلن اكثر من مرة لاجبار أهل غزة على الهجرة الى سيناء أو غيرها .
لذلك كان ثبات اهل غزة وصبرهم واحتسابهم الأجر من الله تعالى جزءاً اساسياً من المعركة و عنصراً اساسياً من عناصر الانتصار في هذه الحرب .
لقد حاول العدو استثمار عمليات القصف والتدمير والتقتيل لتكون مقدمة للمعركة البرية ولكن الوقائع الميدانية وحسب اجماع المراقبين والمحللين ولاسيما العسكريين منهم ان العدو دخل بعض المناطق الرخوة ولكنه لم يسيطر عليها لما يواجهه من مقاومة لازالت تضرب خلف الخطوط و تنصب الكمائن والافخاخ، ناهيك عن استمرار الضربات الصاروخية على تل أبيب وعسقلان وغيرهما .
مما يؤكد ثبات المقاومة وقوتها وقدرتها حسب ما تعلنه القيادات السياسية والعسكرية من الاستعداد لحرب طويلة ومديدة وبنفس أطول من نفس العدو المجرم .
وامام ما تقدم يمكن تلخيص المشهد على الشكل التالي:
1- صمود وصبر وثبات واحتساب لأهل غزة الاشاوس الأبطال.
2- مقاومة مذهلة قل نظيرها من حيث التخطيط والابداع والثبات وربما اجتراح المستحيل.
3- تصاعد الجبهات المساندة واتساعها وانضمام اليمن والعراق اليها ، علماً ان جبهة لبنان باتت أقرب الى حرب حقيقية تستنزف العدو بشكل يومي مع حرص المقاومة على عدم استهداف المدنيين والذي يبرع فيها العدو المجرم و الغدار ،وهذا ما يفسر العدد الكبير من الشهداء الابرار في صفوف المقاومة .
لا بل نلاحظ حرص المقاومة الاسلامية على استهداف المراكز و المواقع العسكرية ، أما العدو يستقوي على المدنيين و الاعلاميين للرد على خسائره الكبيرة.
و لن ننسى جبهة الضفة الغربية و القدس حيث المواجهات اليومية وقد زاد عدد الشهداء عن 200 شهيد وحوالي 3000 معتقل.
4- بداية تصدع في الجبهة المساندة للعدو ولا سيما من الدول الغربية (120 دولة في الامم المتحدة طالبوا بوقف اطلاق النار و12 دولة في مجلس الامن طالبوا بهدن انسانية ) وذلك تزامناً مع موجات التظاهر الكبيرة في العالمين العربي والاسلامي وسائر دول العالم و لا سيما في اوروبا واميركا وكندا و استراليا ... ولعل في تصاعد و استمرار هذه التظاهرات ما يشير الى التبدلات في الرأي العام و الذي تفاعل ايجابياً مع صبر وصمود اهلنا في غزة و كذلك سلبياً ضد اجرام العدو ومجازره العبثية .
5- هناك اجماع على ان ما حصل في طوفان الاقصى شكّل ضربة قاسمة على راس العدو وحلفائه و لن يستطيع تجاوزها مهما بلغت جرائمه .
ولعل ابرز نتائجها اخلاءغلاف غزة من المستوطنين ورفض هؤلاء العودة لا اليوم و لا في المستقبل.
وكذلك المستوطنات المحاذية للبنان .
مما يؤسس لحالة من الهجرة العكسية لليهود الصهاينة من فلسطين الى خارجها ليعودوا من حيث أتوا .
6- إن المقاومة التي حققت تلك الانجازات هي نفسها التي تقود المواجهة في الميدان مما يعطينا الثقة القوية، بتحقيق نصر مؤزر على الجيش الجبان باذن الله تعالى .
وانه لجهاد نصر او استشهاد.
و لابد من التنويه بتكاثر الحديث عن هدنة قريبة مع تبادل اسرى مدنيين و اطفال و نساء و ادخال دواء و غذاء و وقود و غير ذلك مما يشكل انجازاً جديداً لحماس و لفصائل المقاومة و لغزة العزة و العزيزة.