هل سيبدل "طوفان الأقصى" معادلات الرئاسة الللبنانية؟
مرسال الترسكَثُرت التأويلات والتحليلات في الأيام القليلة الماضية وبعد تفجّر "طوفان الأقصى" حول المنحى الذي سيسلكه الملف الرئاسي في لبنان الذي شارف على إغلاق عامه الأول من الفراغ بعد أسبوعين لا أكثر.
الأكيد لدى المراقبين أن هذا الملف لن يجد طريقه إلى التحقيق ضمن هذه المعمعمة التي سيطرت على منطقة الشرق الأوسط بل سيدخل في ثلاجة إنتظار لا أحد يستطيع تقدير أفقها، ولكن ضمن معطيات لن تتبدل لدى الأفرقاء المعنيين بهذا الملف وبخاصة "الثنائي الشيعي" الذي يعتبر نفسه معنياً مباشراً بتلك المعمعمة إنطلاقاً من المـــ قــ اومة التي ولدت من رحمه وترعرت في لدنه.
ولكنه في الوقت نفسه حريص على تخريج الإستحقاق الرئاسي وفق قاعدة مبدئية لديه وهي حماية المـــ قــ اومة وبناء الدولة.
ولذلك فهو حين أختار دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية فقد إختاره بعد دراسة معمقة وقناعة راسخة بأنه قد إختار الشخص الذي لا تنطبق عليه أية مساومات، مهما تبدلت الظروف وأشتدت وطأتها.
وإنه لن يفتش عن "ثمن" مقابل التراجع عن تأييده مهما إرتفع سقف المغريات أو اشتدت الضغوطات.
والوقائع أثبتت سلسلة من التأكيدات التي تخالف أية تمنيات قد تخطر على بال المعارضة المستجدة وتتمثل بالآتي:
♦إن الســـ يــ د نصـــ رالـــلــ ه عندما إعتبر فرنجية أحدى عينيه كان يستند إلى مجموعات من مقومات شخصية فرنجية، ولكنه إزداد قناعة بها، عندما وصله ما تضمنه الحوار الذي دار بين سيد بنشعي والموفدين،(وما شمله من أحاديث حول الضمانات والإغراءات)، فما كان منه (أي الســـ يــ د حـــ ســ ن) الاّ أعاد التأكيد أن "أبو طوني" هو مرشح الـــ حـــ زبــ والثنائي، مع التذكير بان رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري كان سبّاقاً في إعلان دعمه لفرنجية، ودعم حـــ زبــ الـــلــ ه جاء في مرحلة لاحقة!
♦ان الســـ يــ د نصـــ رالـــلــ ه ( رجل الدين الذي يُجل عمامته وعباءته)، بعيد جداً عن تصرفات العديد من اللبنانيين الذين يتعاطون السياسة، باساليب أقل ما يقال فيها أنها ملتوية، فاذا صادق أخلص واذا وعد وفى.
وعلى الأقل هذا ما أثبتته التجارب منذ تولى الأمانة العامة للـــ حـــ زبــ.
وعليه التصقت به عبارة "الـــ وعــ د الصــ ادق"!
ويعتقد المراقبون جازمين بأنه بفضل هذه القناعات الراسخة لدى الثنائي الشيعي وفرنجية، سيتفاجأ جميع الأفرقاء بمدى تشبث الفريقان ببعضهما .
وربما سيصابون بتلك الصدمة التي أصابتهم عندما فاجأهم السفير الأميركي جيفري فيلتمان بالتملص من الوعود التي أغدقها على بعضهم، ليخوضوا المعارك ويدفعون وحدهم الأثمان.
وفي هذا الصدد سيجدون أن الفريقين سيحافظان على تحالفهما بعد "طوفان الأقصى" أكثر مما كان قبله.
لأن المرحلة مع قساوتها وأفق تفجّرها، تتطلب التعاضد بقوة بعيداً عن أية مساومات.
وتتطلب مسؤولين في الدولة يحسنون إتخاذ القرارات الواضحة والحاسمة التي لا تحمل في طياتها أية التباسات!