إلى فلسطين .. إنها المطهر ( الحلقة الثالثة)  إســـ تيطــان و تـــ هــ ويد و...تطبيع ؟؟!!!
03 تشرين الأول 2023

إلى فلسطين .. إنها المطهر ( الحلقة الثالثة)  إســـ تيطــان و تـــ هــ ويد و...تطبيع ؟؟!!!

بقلم: ناصر الظنط

المولد النبوي الشريف مناسبة عطرة ينبغي إستثمارها للحض على الإقتداء و التأسي بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم،  نبي الهدى و الهداية إلى طريق رضى الله عز وجل بما يكفل لنا كأفراد و جماعات عزة و قوة و نصراً في الدنيا و سعادة و نعيماً في الآخرة فكل الهناء لمن كان صادقاً في سلوك دربه مستنيراً بسيرته العطرة و سنته المطهرة .


و بالعودة إلى عنوان هذه السلسة من المقالات و لصاحبه الشهيد الدكتور عصمت المراد رحمه الله، حيث أقف على مفردة هامة في تكوينه و سلوكه ،هذه المفردة  تتمثل بولائه للفكرة و للأهداف والمبادئ، لا إلى الأشخاص مهما علا شأنهم ولا إلى حـــ زبــ أو حركة أو تنظيم .. وإن كان لابد من العمل الجماعي و من إقامة علاقات تحالفية أو تعاون و تعاضد  مع الآخرين ولكن شرط ذلك أن لا يمس  بالثوابت و المبادئ قولاً و فعلاً فلا تبعية مطلقة عمياء لأحد.

و لنأخذ من كل طرف ما هو إيجابي و مفيد.و ندع ما هو سلبي و مضر. (و تعاونوا على البر و التقوى ولاتعاونوا على الإثم و العدوان).

والميزان الأساسي أي البوصلة ، فلسطين و العمل على حشد القوى و الطاقات لتحريرها و دعم قضيتها و طالما انت في موقع معادٍ للسياسات الأميركية و الصهيونية فأنت على صواب .و لا مهادنة أو مداهنة في ذلك .

و أشير هنا إلى موقفه الواضح و الصريح و المعلن من رفضه ( عام ٨٤ ) لما رشح عن إحتمال سلوك القيادة الفلسطينية مسار التسوية و التقارب مع مصر كامب ديفيد ،فالدفاع عن الثورة الفلسطينية و سلاحها ينطلق من الالتزام بالكفاح المسلح ضد الـــ عــ دو الـــ صهـــ يوني و حماية هذا السلاح في ظل هذا الخط و هذا المشروع فقط ..
و بالإنتقال إلى التطورات الجارية ، لابد من رفض كل سلوك بإتجاه التطبيع مع الـــ عــ دو الـــ صهـــ يوني و بغض النظر عن الجهة التي تقوم به ، فمع محبتنا لكل دول العالم العربي و الإسلامي ورغبتنا بقوتها و إزدهارها و التعاون و التضامن فيما بينها ، لن نستطيع القبول  بالتصريحات التي صدرت عن قيادات تركيّة تخبرنا بزيارة قريبة لرئيس وزراء العدو نتنياهو إلى تركيا يتبعها زيارة لمسؤولين أتراك إلى فلسطين المحتلة (رحم الله السلطان عبد الحميد ) و كذلك ما حصل من سماح السلطات السعودية لمشاركة وفد إســـ رائيــ لي في إجتماعات الأونسكو داخل السعودية و من ثم إستقبالها تباعاً وزيري السياحة ثم وزير الإتصالات الإســـ رائيــ ليين و على أرض الحرمين الشريفين !!!ثم زيارة السفير غير المقيم لدى السلطة الفلسطينية إلى رام الله(طبعاً بتاشيرة صـــ هيــ ونية).

صحيح أن وزير خارجية السعودية لم يذكر التطبيع أبداًفي كلمته أمام الأمم المتحدة و هذا أمر إيجابي، ولكن تصريحات المسؤولين الأمريكيين و الإســـ رائيــ ليين وولي العهد السعودي تضعنا في دائرة من القلق الكبير أمام أي نوع من أنواع العلاقات بين السعودية و الكيان الـــ صهـــ يوني  لما تشكله من طعنة كبيرة في ظهر قضية فلسطين ولا سيما في ظهر الـــ مقــ اومة و المجاهدين البواسل و الشهداء و الأسرى.
و للأسف الكبير و الشديد
متى يجري كل ذلك ؟، إنما يجري في الوقت الذي يستبيح عدونا الأقصى المبارك عبر إقتحامات يومية للـــ مستـــ وطنين ولما يسمون حماة الهيكل مع إقامتهم لشعائر و طقوس تلمودية من نفح للبوق و الذي يرمز للسيادة على المسجد حسب زعمهم، وقد بات التقسيم الزماني قائماً بشكل كبير جداً و المخاطر محدقة بالمسجد المبارك ناهيك عن الإستمرار بالتـــ هــ ويدو الهدم و التنكيل و التوسع الإستـــ يطـــاني لاسيما في القدس و الضفة .

لقد نسي هؤلاء ان ما من خطوة للتقارب مع الـــ صهـــ اينة لن تكون إلا لمصلحة العدو الغاصب فقط ، فبعد إتفاقية أوسلو المشؤومة تضاعفت عمليات الإســـ تيطــ ان في القدس و الضفة ٧ أضعاف و تم الإستيلاء على أكثر من ٤٠% من أراضي الضفة و القدس الشريف .
و الحديث عن حل دولتين ( و المرفوض من ناحية مبدئية ) بات مستحيلاً .
فلم يبقى من الأراضي المحتلة عام ٦٧ سوى اقل من نصفها فأين يذهب هؤلاء؟ ما هي الفوائد من العلاقة مع اليهود المحتلين؟و ماذا سيجني المطبعون سوى الخزي و الندامة حتى لو كان الخوف من أمريكا و سطوتها .
فأمريكا هذه خرجت من العراق و كذلك من أفغانستان ،و هي متورطة بحرب عالمية ضد روسيا و حلفائها ..
و لكن و مع كل تلك المشاهد الضبابية
تبقى شعلة التضحية و الـــ جهــاد على أرض فلسطين العزيزة منارة مضيئة تحمل الأمل بالعزة و الكرامة بإذن الله تعالى.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen