الموفدون القطريون على خطى لودريان؟
مرسال الترسيعتقد العديد من المراقبين ان الموفدين القطريين الى بيروت لحل شيفرة الإستحقاق الرئاسي في لبنان سيسيرون على خطى الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ليس لأن دولة قطر الشقيقة ليس لديها الوسائل الكافية لإنجاح أية مهمة على صعيد العلاقات بين الدول، ولكن لأن مفاتيح الحلول لهذه المسألة الشائكة موجودة في مكان آخر، وتتطلب تنفيذ مهمات خارقة على نمط حكايات الأجداد التي لا تخلو من الأحاديث الأسطورية.
ومن المؤكد أن لدى الموفدين القطريين كامل المعطيات عن المهمة البالغة التعقيد، والتي تختلف تماماً عن المهمة التي قام بها زملاء لهم في العام 2008 على محور العاصمة اللبنانية ونجحوا في التوصل إلى "إتفاق الدوحة".
وما إستتبعه من نكوث بالعهود من قبل بعض الأطراف اللبنانية، جعلت آخرين يندمون على اللحظة التي وثقوا فيها بمن إعتقدوا أنهم أهل للثقة، فتبين لهم أن البيع والشراء قد جرى بحفنة من فضة هذا العصر.
بعض المتابعين يعتقدون بأن الموفدين القطريين سيتعثرون بمهمتهم ليس لعلة في تفاوضهم وإنما لأسباب لبنانية عدة أبرزها:
-أن حــــ زبـــ الــــلـــ ه من ضمن "الثنائي الشيعي" ممسك جيداً بتفاصيل مفاوضاته مع مختلف القضايا المطروحة ومنها الإستحقاق الرئاسي، وقادر على إدارة أية مفاوضات بعناية تامة، مستندة إلى قناعات راسخة بالأشخاص بعكس مرحلة الـ 2008 التي جاءت عقب حرب منهكة مع الــــ عـــ دو الــــإســــرائــــ يلي الذي يتخبط اليوم مع الداخل والخارج فيما الــــ مقــــ اومة تضع خرائط الطريق التي تراها مناسبة، ووفق قواعد الإشتباك التي لا يجروء احد على تخطيها!
-تشتت "المعارضة الحديثة" التي نشأت في العام 2023 وفق قواعد هشّة وتقاطعات غير سليمة، بعكس القضية التي كانت تجمع قوى الرابع عشر من آذار في بداية القرن الحادي والعشرين والتي كانت تتكئ الى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وتجمع العديد من الأقطاب من طوائف متعددة.
- قناعة راسخة و "غير سليمة النوايا" لدى بعض القادة المسيحيين (وتحديداً منهم الموارنة) بأنهم قادرون على إلغاء الآخرين من أبناء جلدتهم (سياسياً على الأقل)، لمجرد أنهم قرروا ذلك، بدون تركيز على أن من ساعد في تكبير حجمهم سيضطر يوماً لإعادتهم إلى حجمهم الطبيعي متى إنتفت الحاجة إلى دورهم الذي لم يستطيعوا إستغلاله إيجابياً بل ذهبوا بإتجاه السلبيات ليس إلاّ.
ولعل ما سربه أحد المقربين من الرئيس المؤسس للتيار الوطني الحر العماد ميشال عون هذا الأسبوع من "أنه طالما الرئيس نبيه بري حياً فجبران باسيل لن يستطيع أن يكون رئيساً للجمهورية، وطالما العماد عون حياً فلن يستطيع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الوصول إلى بعبدا"!
وبرغم النفي الذي صدر عن مكتب الرئيس عون فإنه لا يستطيع أن ينفي تلك "الشوفينية" المتأصلة في أفكار بعض القادة المسيحيين الذين أوصلوا لبنان خلال فترة تحكمهم بالسلطة إلى ما هو أسوأ من جهنم وهم كثر ويعرفون أنفسهم جيداً!