أنطوني مارون الدويهي يحلق في سماء التفرد والنجاح ويسعى إلى التحليق ما وراء الحدود
أنطوني مارون الدويهي نجم القفز إبن مدينة زغرتا في شمالي لبنان ولد عام 1992، وقد جعل من السماء لوحته الفنية، مجسداً شغفه بالحرية والمغامرة من خلال فن القفز بالمظلة المذهل.
إنطلق برحلته إلى عالم القفز بالمظلة المليء بالأدرينالين سنة 2018 حين قام بأول قفزة له في سماء إيطاليا.
منذ تلك اللحظة، إحتل قلبه شعور التحرر ولذة السقوط في الهواء الطلق.
بتوجيه من المدرب القدير "فابريزيو ديل جوديس "، توسع حب أنطوني للقفز بالمظلة.
وشهدت سماء إيطاليا على محاولاته وتجاربه وترجمة طموحاته وإنتصاراته الأولية، لتصبح خلفية للفصول الناتجة عن قصة القفز بالمظلة.
إيطاليا لم تكن وحدها الشاهدة على مآثره الجريئة، إذ أن تعطّش أنطوني للقفز بالمظلة قاده لإختبار القفز من سماء بولونيا، وبيومبينو، وقبرص، ودبي، وأبو ظبي، وإمبوريا برافا، وفالنسيا، وبودابست، وغيرها.
ومن بين هذه الوجهات الآسرة، سرقت إسبانيا قلبه وقد زار السماء الإسبانية ست مرات في عامين، وكل قفزة قام بها أضافت الشجاعة إلى قصّته.
يحمل أنطوني حاليًا 3 تراخيص للقفز بالمظلة من جمعية المظليين الأمريكية U.S.P.A)) والرخصة الأكثر تقدمًا التي يمتلكها هي رخصة C التي تتطلب ما لا يقل عن 200 قفزة، وإختبارات ومتطلبات صارمة بالإضافة الى 15 ساعة تحليق في نفق الرياح ودورتين تدريبيتين مع تيم بارانت الذي دخل موسوعة غينيس للهبوط الدقيق بالمظلة.
وجد أنطوني مكانته في الطيران الحر في عالم القفز بالمظلة، وهو نظام يتطلب التفاني والممارسة الهائلة لتحقيقه، ولكن بعد تدريبه على يد بطل العالم في القفز بالمظلة خمس مرات راف كودراي، أصبحت المهمة سهلة التحقيق.
طموحاته تتواصل في الإرتفاع، حيث يضع نصب عينيه التحدي التالي: دورة تدريبية بالبدلة المجنحة الطائرة التي تعد برفع مستوى مهاراته في القفز بالمظلة إلى أبعد من ذلك، والحصول على الرخصة D التي تعد أكثر رخصة تقدماً يمكن الحصول عليها في مجال القفز بالمظلة.
بالنسبة لأنطوني، القفز بالمظلة ليس مجرد هواية؛ إنها جزء لا يتجزأ من هويته.
إنه يلخص القيم التي يعتز بها: الحرية والسلام. إنه يجسد الشعور بعدم إحتياج أي تفسير بالنسبة لأولئك الذين يقفزون من الطائرات، أما بالنسبة لأولئك الذين لم يختبروا البهجة بعد، فلا توجد كلمات كافية للتعبير عنها.
في السماء وعند كل نزول جريء، كان القفز بالمظلة كالمعلم الحازم بالنسبة لانطوني. فقد علمه ذلك فن التركيز على سعادته، بغض النظر عن المخاطر التي قد تنتظره.
كل قفزة تعزز التزامه بالتمسك بما يجلب له السعادة والهدف.
عندما إختبر أنطوني لأول مرة متعة القفز بالمظلة في إيطاليا، اشتعلت في داخله عزيمة لا تتزعزع.
وهذا ما دفع به إلى جلب مشاعر الحرية والسعادة الخالصة التي شعر بها نفسها المناظر الطبيعية الجميلة في لبنان.
ولدت Skydive Lebanon بسبب رغبة انطوني في مشاركة التأثير العميق للقفز المظلي مع أبناء وطنه وتغيير نظرة الاستمتاع بالحياة وربط الناس بجمال بلدهم الاستثنائي.
يتصور أنطوني مارون الدويهي قدماً، مستقبلاً يكون فيه لبنان على الخريطة العالمية للقفز بالمظلة.
إنه لا يحلم فحسب، بل إنه يجعل هذا الحلم حقيقة واقعة.
دفعه شغفه بوطنه إلى الشروع في مهمة وهي إنشاء موقع هبوط dropzone كامل متكامل في لبنان في قاعدة القليعات الجوية، مما يتضمن فيه مدرج، وطائرة مخصصة لهذا النشاط، موقع للهبوط للمظليين، مدربين ذو خبرة عالية و مظلات رياضية، مطاعم ... كان من المقرر أصلاً تنفيذ المشروع هذا الصيف وقد تم تأجيله، لكن هذا الوقت الإضافي يزيد من تصميم انطوني على تحويل المشروع إلى حدث أكثر روعة و ضخامة.
من خلال الخطط الموضوعة للصيف المقبل، يهدف أنطوني إلى تعريف مجتمع القفز بالمظلة العالمي بسماء وطنه المهيبة، ووضع لبنان على قائمة " البلدان التي يجب القفز فيها" للباحثين عن الإثارة في جميع أنحاء العالم.
"مهمتنا في Skydive Lebanon هي خلق بيئة حيث يمكن للأفراد إختبار ما هو إستثنائي، والتغلب على مخاوفهم والتحرر من منطقة الراحة الخاصة بهم الروتينية بينما يشاهدون جمال لبنان المذهل من منظور مختلف.
نحن نؤمن بأن القفز المظلي هو تجربة تحويلية تطلق العنان للشعور بالحرية والتمكين والفرح. "
رحلة أنطوني م. الدويهي هي رحلة شجاعة، ورحلة شق طريقه عبر السماء بتصميم لا ينضب، وإهداء وطنه إتصالًا جديدًا بسمائه اللامحدودة.