الديار: حوادث طرابلس اليوميّة: شخصيّة وجهل أم أصابع خفيّة؟
دموع الأسمرلا تهدأ دوريات الجيش اللبناني ومداهماته في ملاحقة المطلوبين والمرتكبين لاحداث طرابلس اليومية، ومداهماته تسفر في كل يوم عن توقيف مطلوبين، وجهود القوى الامنية متواصلة لضبط الامن ومحاصرة الحوادث المربكة للمواطنين ولحياة المدينة اليومية.
رغم ذلك فان المشهد الامني المتوتر بات طابع طرابلس مع خشية ان تتحول هذه الاحداث الى فتيل فلتان يمتد على مساحة البلاد كلها، لان هناك من يتربص بأمن المدينة وبأمن البلاد شرا حسب توافق آراء عدد من المواطنين المنزعجين جدا مما آلت اليه المدينة.
سلسلة الاحداث تبدأ ولا تنتهي، آخرها ما حصل من اشتباكات في محلة الريجي في القبة، مرورا بالتبانة واقدام احد الاشخاص على اطلاق الرصاص باتجاه زوجته، واخر يطلق الرصاص على محل لوالده، مستتبعا عمله في يوم واحد باطلاق الرصاص على قدمي شاب في ساحة النور، ناهيك برصاص جوال من مسلحين في سياراتهم وغيرها من الاحداث المتواصلة ولا يبدو ان لها نهاية. وكأنهم في ذلك يصيبون هيبة الدولة بمقتل.
لم يعد للذين امتلكوا الاسلحة اي مخاوف من اجهزة رادعة وبخاصة ان بعض المتفلتين اعتادوا ارتياد السجون ذهابا وايابا.
في سؤال اكثر من مهتم بهذا الاطار ان احداث طرابلس التي تقلق الجميع متعددة:
اولا، لان نسبة البطالة مرتفعة والضائقة المعيشية خانقة لدرجة ان هذا الخناق يؤدي الى الانفجار.
ثانيا، لسهولة اقتناء السلاح الفردي وبأسعار زهيدة.
ثالثا، لانتشار موجة تعاطي الحبوب المخدرة وكافة اشكال المخدرات.
هذه العوامل ساهمت بطريقة او باخرى في تحرر الشبان من هيبة الدولة ومؤسساتها الامنية، ولأن مبدأ العقاب الجدي وضع على الرف وكثير ممن ارتكبوا جرائم كبرى باتوا خارج السجون وهي نماذج تشجع الفتيان والشبان على ممارسات فوضوية لاقتناعهم ان العقاب في خبر كان. ولان نسبة الوعي تدنت علما ان ما يحصل يسيء الى المدينة والى سمعتها ويعرقل حركتها التجارية ومشاريعها التنموية ويزيد من إهمال الدولة للمدينة بدل العمل على النهوض بها عدا غياب المرجعيات والسياسيين عن المشاريع التنموية والاجتماعية الحاضنة للشباب وتحصينهم من السقوط في بؤر تجار المخدرات.
وما تعيشه طرابلس في الاونة الاخيرة يشكل قلقا للكثير ومخاوف من استغلال هذه الاحداث وتوظيفها في مشاريع امنية وسياسية ولذلك تبرز لدى بعض الفعاليات تساؤلات عما اذا كان هناك جهات تقف خلف تلك الحوادث تشجع الخلافات الفردية والشخصية للدخول من هذه الثغر الى الساحة الطرابلسية والعبث بها كي تبقى مدينة ملتهبة جاهزة لاي دور يطلب منها في المستقبل.
ويبرز لدى بعض الفعاليات تساؤلات اخرى منها، ان طرابلس وصفت سابقا بقندهار فمن هو المسؤول عن هذا الوصف؟!... من اطلق على المدينة هذا الوصف ام تلك الحفنة المنفلتين العابثين بامن المواطنين وبالسلم الاهلي؟ ومن المسؤول عن وقوع هذا الحجم من الجرحى خلال الاشتباكات؟ دون ان يكون لهم دور فيها!!..
وان المطلوب من المرجعيات والهيئات والمؤسسات تفعيل دورهم في مواجهة تشويه طرابلس وتحويلها الى مدينة ساخنة بدلا من ان مدينة سياحية امنة تستقطب السائحين من كل اقطار العالم.