متى سيزور طوني فرنجية معراب؟
24 آب 2023

متى سيزور طوني فرنجية معراب؟

مرسال الترس 

مختلف العاملين في وسائل الإعلام يتابعون العلاقة القائمة بين النائبين ملحم الرياشي "عضو كتلة الجمهورية القوية" وطوني فرنجية "أحد قياديي تيار المردة وعضو التكتل الوطني المستقل" منذ دخلا إلى الندوة النيابية في إنتخابات العام 2022 .

الأول لميل لديه في فتح حوارات بين متباعدين (إشتهر بكونه أحد طرفي الحوار عندما كان مسؤول الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية مع إبن منطقته المتنية أحد أركان التيار الوطني الحر النائب إبراهيم كنعان حيث نجحا في إيصال التيار والقوات إلى إتفاق معراب في العام 2016  بعد طول عداوة وصراع).
والثاني الذي رفع شعار "التمسك بالحوار مع جميع الإفرقاء، وأنه لا بديل من الإنفتاح والوحدة في وجه الكراهية والإقصاء والإنقسام "!  
وكلما تناهى الحديث عن لقاء حصل بينهما "صدفة أو مبرمج" يسارع أحد المحللين إلى إستنباط فكرة زيارة سيقوم بها فرنجية الإبن إلى معراب لإستكمال ما تمت إنطلاقته في العام 2018 بما سمي المصالحة الشهيرة بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع  التي تمت في بكركي برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي.
في حين لم ينف النائب فرنجية أن التواصل  مع زميله النائب الرياشي قد حقّق تقدماً مهماً في الحوار بين الطرفين.  
والمعروف أن التواصل بين "المردة" و "القوات" حافظ على مسافة ونمط دقيقين عبر مسؤولين ذات وزن في القيادتين حتى في أحلك ظروف العلاقة. 
ويربط المتابعون دائماً بين إحتمال الزيارة أو التوقعات عنها بالزيارة التي قام بها النائب فرنجية إلى مقر حزب الوطنيين الأحرار في بيروت حيث التقى رئيس الحزب النائب كميل دوري شمعون حيث ناقشا تنشيط العلاقة لما قد يستجد بينهما في إطار توطيد الإتصالات وتعميقها وإزالة أية فجوات قد تعيق مستقبل التواصل بينهما.
وبخاصة أن الوريث السياسي لآل فرنجية قد أكد في أكثر من مناسبة تصميمه الإنفتاح على مختلف المكونات السياسية في لبنان. 
 ويبقى السؤال الأهم هو متى يزور النائب طوني فرنجية معراب؟ والجواب عليه بالتأكيد مرتبط بعوامل عديدة ليس أقلها تقارب وجهات النظر حول ملف الإستحقاق الرئاسي الذي يلفه الفراغ منذ عشرة أشهر، إنتابته مراحل من التشنج بين الفريق الذي يدعم ترشيح فرنجية الأب، وبين الذين يسعون لإسقاط هذا الدعم عبر التلويح بتأييد ترشيح هذه الشخصية أو تلك، إما من باب النكايات، أو من باب الحصول على مكاسب معينة في العهد الجديد.
وفي هذا السياق كان حزب القوات اللبنانية دقيق جداً في رسم معالم العلاقة المستقبلية مع التيار الوطني الحر عندما قَبِل التوقيع على إتفاق معراب، إلاّ أن سوء الطالع بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد نسف كامل بنود الإتفاق، وأعاد الجميع إلى ما دون نقطة الصفر.

وإنطلاقاً من هذه النمطية تقول شخصية تابعت الحوارات بين أكثر من طرف إلى أنها لا تتوقف كثيراً عند التصريحات المعلنة عبر وسائل الإعلام، لأن المصالح السياسية، وفي ظروف معينة، قد تنسف كل المعادلات. 
وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فقد نقلت إحدى وسائل الإعلام القريبة من القوات اللبنانية عن مصادر الحزب: "إن أبواب معراب مفتوحة أمام الجميع على «المستوى الشخصي»، إلا أن الموضوع الرئاسي، السيادي، الإصلاحي، الوطني، مسألة محسومة وغير قابلة للنقاش".

وقد سارع العديد من المراقبين إلى تذكيرها بما حصل في العام 2016 قبيل الوصول إلى إتفاق معراب! وأن المصافحة مع فرنجية مختلفة تماماً عنها مع باسيل!
 ولعل ما غرّد به النائب فرنجية في الفترة الأخيرة خير دليل على إنعكاس الحال القائمة حيث كتب:"تقاطعت كل التناقضات… فإنظروا ما أنجبت! لا بديل من الإنفتاح والوحدة في وجه الكراهية والإقصاء والإنقسام"... ولذلك وسواه لا تبدو الزيارة أنها حاصلة في المدى المنظور إلاّ إذا أعادت معراب النظر في حساباتها الدقيقة!

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen