مايز البياع نقل نفوسه إلى بيروت لكن ذكرياته في بخعون تتجذر
11 آب 2023

مايز البياع نقل نفوسه إلى بيروت لكن ذكرياته في بخعون تتجذر

بقلم روبير فرنجية

ليست بخيلة الضنية في تقديم المطربين فمن جردها جاءت أميرة الغناء البلدي أبنة بلدة كرم المهر ماري بشارة ومن بخعون مايز محمد البياع .


إبن هذه البلدة التي عاش فيها طفولته ومراهقته ( سجل نفوسه السابق ٢١) إلى سن ال١٩ سنة وتعلم في مدارسها ونال إجازة بالطوبغرافيا من معهد الفوال في طرابلس قبل أن يغترب إلى الكويت كما يفعل الكثير من شباب الضنية هرباً من البطالة وتفتيشاً عن فرصة عمل جيدة .


في الكويت إبتسم له الحظ وفتح التلفزيون الكويتي له أثيره هاوياً ومبتدئاً بأغنية " بدنا نتجوز عالعيد " وهنا فصول الحكاية .
وفق ما رواه لنا في دردشة معه وقف يغني في مناسبة لأحد أبناء منطقته في الكويت فسمعه رئيس الفرقة الموسيقية في التلفزيون الكويتي محمد جمال حمودة وهو عازف أكورديون شهير فنصحه بدراسة الموسيقى إذا أراد الإحتراف . 
في هذه الأثناء كان التلفزيون الكويتي يقدم برنامجاً ناجحاً إسمه " حياكم الله " إستطاع إختراقه .
يقول مايز : لحظة دخولي إليه شعرت بالرهبة اذ كان المبنى على ضخامة غالية وأناقة عالية . 
إرتدى لأول مرة الطقم وربطة العنق وتوجه إلى الإستديو. 
أراد مايز أن يغني ما كان يردده " بدنا نتجوز عالعيد " وكان يهوى سماعها بصوت المطرب السوري عيسى مسوح من ألحان جورج يزبك .
في التمارين تعثر في الطلعات الصعبة وصحح له قائد الفرقة الموسيقية وخرج من الإيقاع أكثر من مرة ونبهه على ذلك ، إلا انه في التسجيل أجاد وإستطاع أن يشعل الأجواء في الإستديو .
كانت هذه البداية الحقيقية التي إختلفت عن بدايات أبناء جيله .
هم من برنامج "إستديو الفن "في لبنان وهو من برنامج "حياكم الله" في تلفزيون الكويت !
وجاء موعد الأغنية الأولى بعد أن تنقل بين الكويت وبيروت وقبرص وإجتمع بالثنائي الشاعر محمد ماضي والملحن فيصل المصري وكانت أغنية " بكام الورد يا معلم " التي سجلها كما يتذكر في استديو نبيل ممتاز على كورنيش المزرعة وشهدت نجاحاً كبيراً . 
الإنطلاقة الإحترافية الفعلية كانت سنة ١٩٨٦ والنجاح يكبر والنجومية تتمتن. 


بعد ذلك تتالت العناوين الغنائية الخاصة في رصيده حتى بلغت ٢٨٠  أغنية والأبرز : كلام حبيبي يا ناس أحلى من العسل - عسل يشهدو عسل - أنا وياك - حبيني على مراحل - لا والله - ست البنات - غاليين - كل يوم وأنت حبيبي - كل الكلام …. 
تعاون في مسيرته مع عدد كبير من الشعراء والملحنين في لبنان والعالم العربي نذكر منهم : شاكر الموجي - محمد علي فتوح - شفيق المغربي - إحسان المنذر - جورج يزبك - وسام الأمير - محمد  ماضي - حسن سعد - طوني أبي كرم - سهيل فارس - عايدة الخطيب - جورج عطية وغيرهم.


في ٣٧ سنة من عمر مسيرته الفنية صور ٤٦ عملاً غنائياً في الفيديو كليب والأحب على قلبه بجمال موقعها ( عيون السمك - شمالي لبنان) بأغنية " كل الكلام " .
حكايات طريفة توجت مسيرته لعل أغنيته " طيب جداً " المقسومة الملكية مع نهاد طربيه هي الأشهر . 
هي مثل أغنية " أيام اللولو " بين صباح وسميرة توفيق من جهة وإيلي شويري من جهة ثانية .
يقول لنا :كنا في الشيراتون دمشق حين أسمعني الفنان شاكر الموجي الأغنية .
أحببتها وسألته : هل سمعها أحد المطربين غيري ؟
رد شاكر " نهاد طربيه " فقط .
سألته وهل عرضتها عليه فأجاب بالنفي .
يتابع البياع : عندئذ دفعت له مبلغ ألف دولار كعربون وإتصلت بجهاد عقل وقمت بتسجيلها وبقية الحكاية تعرفونها .
رحم الله شاكر الموجي ونهاد طربيه . 
يعترف مايز البياع بأنه لا يحترف التمثيل ولا يجيده .
يقول : لست ممثلاً ولهذا السبب رفضت ما قدم لي من عروض مسرحية في مصر وبيروت .
في السينما كانت تجاربه صدفة ولكي يخدم شباك التذاكر في نجوميته .
أقنعه إبن البلد ومعه وئام الصعيدي أول مرة فكان فيلم " الفاتنة والمغامر " الذي غنى فيه " عسل يشهدو " سنة ١٩٨٦ ثم جاء فيلم "لمن يغني الحب " للأسباب ذاتها مع أحمد الزين وجاكلين خوري ، ثم جاء قراره برفض الفيلم الثالث والرابع والخامس و…لانه لا يجيد التمثيل . 
مايز البياع أبو محمد هو والد لثلاثة أولاد : محمد وساري وفرح وهم فخره وأجمل إنتاجاته .
حتى لو أصبح بيروتياً بعد أن نقل نفوسه إلى العاصمة إلا انه يبقى إبن قضاء المنيه-الضنية وإبن بخعون في كل مكان وزمان .

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen