"الديار" تكشف تفاصيل جديدة صادمة للتحقيقات بعد توقيف الجدّة من جهة الأم والخال!
ندى عبد الرزاقان من آثار رحمة الله ورأفته بالعباد ان جعل موت الأطفال سببا لرحمة وسعها السماوات والأرض بالوالدين. وقد يتساءل البعض اين تذهب روح الأطفال بعد الموت؟ والجواب: ان لكل روح بعد الاجل مستقرا تأوي اليه، وقد جعل الله الجنة مقرا لأرواح الأطفال الذين اندثروا دون سن البلوغ، وهذا لرحمته بغير المكلفين ممن صُرِعوا على الفطرة. اما موت لين، فلن يكون الا وصمة عار على جبين الوالدة وافراد عائلتها ممن ثبت تورطهم في الجريمة الشنيعة. لان ذاك الجدّ بشعره الشائب، افعاله لم تكن بيضاء كالأبيض الذي يغطي رأسه، وفعله كان وحشيا وهمجيّا.
فكانت لين شهيدة التعنيف، وضحية القوانين الركيكة، وذبيحة سفاكي القربى وفاقدي الإنسانية، وقتيلة الاعتداء القسري. لذلك فإن تراب قبرها لن يجف قبل تسمية الفاعلين البرابرة المتخلفين المتنصلين من صلة الدم.
جرائم الاهل اشد وطأة من الذبح!
يعد الأطفال الذين يدركهم الحتف رغما عن إرادة الله وخلافا لسنة الطبيعة والمجتمع والمنطق، وجعا يصعب تحمله لما فيه من مشقة نفسية وحتى جسدية وظلم لا يمكن الاستسلام والقبول به.
ولطالما اعتبرت الام قدوة لأطفالها، والأب كالبطل الأول للفتاة ووجوده سلطة في البيت وقوة ردع للمخاوف وللهواجس والتهديدات.
الا ان الأشد ايلاما وخطرا، عندما يكون القاتلون هم الاهل أنفسهم. فالموت ليس وحده ظلما بل أيضا الإهمال وعدم المبالاة بحياة القصّار وحمايتهم.
ولخطورة الظلم والدلالة على قبح هذا الفعل فإن كلمة "الظالم والظالمين" ذكرت في الكتاب الكريم مئة وخمسا وثلاثين مرة، لكن كلمة مظلوم لم تذكر في القرآن بطوله وعرضه الا مرة واحدة فقط، ووردت في هذه الآية الكريمة: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا". (الاسراء: 33).
وجاء في كتاب العهد القديم: "أنقذني يا رب من اهل الشر ومن رجل الظلم احفظني" (سفر المزامير 1:140) وجاء في الانجيل، "الأمين في القليل امين أيضا في الكثير، والظلم في القليل ظلم في الكثير" (انجيل لوقا 10:16).
لذلك ينبغي على المظلوم ان يقاوم الظلم ولا يتركه يفتك به، ولين التي أصبحت تحت التراب وفي السماء يحمل قضيتها 4 ملايين لبناني وصوتهم سيبقى يصدح لإظهار حقها والحقيقة.
التحقيق يتقدم
في سياق قانوني متصل، يتقدم التحقيق بخطوات ثابتة في قضية مقتل الطفلة الضحية لين طالب، فبعد ادعاء المحامية العامة الاستئنافية في الشمال ماتيلدا توما على الوالدة والجدّ بشبهة الاغتصاب والتسبب بالوفاة والتستر عليها، احالتهما موقوفين امام قاضية التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار التي أصدرت مذكرتي توقيف ضد المدعى عليهما اللذين ظهرت عليهما إشارات الارتباك والمشقّة في كل من قصر عدل طرابلس وخلال وجودهما في مخفر حبيش. وفي تطور لافت استدعت القاضية نصار جدة الطفلة من جهة الام والخال (نادر) لاستجوابهما في سراي طرابلس ومن ثم تم توقيفهما والادعاء عليهما بتهمة التستر على الجريمة، يشار الى انه تم الاستماع الى خالة الام وتُركت.
صور لـ لين وهذا ما اظهرته!
على خطٍ موازٍ، أفادت مصادر مقربة من التحقيق "الديار"، "ان القاضية سمرندا نصّار عرضت صورا تعود للطفلة كانت الأدلة الجنائية التقطتها بعيد الوفاة مباشرة.
والصور تبيّن ان لين تعرضت لاعتداء وحشي وتمزيق في جسدها من جهة الخلف، كما وتظهر بقع وتصبغات ناتجة من الاغتصاب المتكرر.
وبحسب المصدر فان نصّار واجهت (نادر) خال الطفلة المُدان بهذه الصور والأخير لم يستطع الانكار او الهروب من فعلته".
وفي معلومات لم يتم اثباتها او نفيها، علمت "الديار"، "ان الكلاب البوليسية استطاعت نبش ثياب تعود لـ لين كان تم دفنها بعيد وفاتها مباشرة في باحة حديقة منزل والدة الطفلة لإخفاء معالم الجريمة وبحسب المعلومات ما زالت اثار الحمض النووي على ثياب الطفلة الامر الذي وثّق التهمة على الخال وبعض الروايات تشير الى ان الجدّ من جهة الام وابنه متورطان، لكن الأيام القليلة المقبلة ستُظهر إذا كان الجدّ متسترا والخال متورّطاً وفي الحالتين كلاهما شريكان".
روايات متضاربة لم تُنف او تُثبت!
في سياق متصل، قال عامر طالب ابن خال والد الطفلة لين طالب للديار: "ان القاضية كانت تنوي استجواب الجدّ مع الام ولكن تعذر سوقهما، وأرجح فرضيتين لتعسّر جلبهما، الأولى: اما لعدم وجود آلية عسكرية لنقلهما من مخفر حبيش الى طرابلس، والثانية واعتقد انها الأقرب الى المنطق، ان القاضية توافر لديها مستجدات وحقائق دامغة وأشمل بالنسبة لنتائج حمض النووي وبات بين يديها دليل ملموس يدين الفاعل مباشرة.
لذلك استدعت قبل أسابيع الخال "نادر" كشاهد، وبعد الاستماع الى افادته أطلقت سراحه، لكنها ما لبثت ان عادت وأصدرت مذكرة توقيف ضده بعد تسلمها نتائج فحص "الدي ان أي" والمتهم بات معروفاً. وقال عامر: بحسب ما سمعت من محامي الخال ان هناك حجة قوية تدين الخال، لذلك تم اصدار مذكرة توقيف ثانية ضده والادعاء عليه بالاغتصاب".
اما في ما يتعلق بالوالدة من جهة الام فقد استدعتها القاضية لاستجوابها وعاودت الادعاء عليها بتهمة إخفاء المعلومات والادلة وتقاعسها في نقل لين الى المستشفى لمعالجتها. وقد علمت "الديار"، "ان القاضية نصار ستستدعي الجميع يوم الثلاثاء المقبل لوضع معطيات وحيثيات التحقيق في السياق الصحيح ولتسمية المتورطين".
من حاول الالتفاف على القضية!
منذ اليوم الأول قيل ان جهات سياسية تسعى الـى لفلفة قضية الطفلة لين طالب، يومذاك ظن الجميع ان بعض نواب المنطقة سعوا جاهدين الى مسح الحقيقة ومساعدة المجرمين للتواري عن وجه العدالة وحمايتهم للتنصّل من العقاب.
ولكن ان يدأب رجل امن الى استخفاء الحقيقة فهذا يعني ان الامن في البلاد على شفير الهاوية.
وفي معلومات حصرية حصلت عليها "الديار"، "تفيد ان رجل أمن يعمل في جهاز أمني يدعى أبو... (سوف نذكر اسمه لاحقا) ومقرب من عائلة والدة الطفلة عمل جاهدا لطمر كل الاثباتات التي تدين مباشرة المتهمين المتورطين في اغتصاب الطفلة لين طالب.
أيضا كان السيد احمد الشاويش عم وعد والدة الضحية وهو يعمل كتحر في جهاز قوى الامن في سرايا حلبا، قد رفض استدعاء طبيب شرعي للكشف على الضحية بحجة ان التشريح سيشوه معالم جثة لين.
الا ان الحقيقة عكس ذلك، فالشاويش حاول تكفين الشواهد، مستغلا منصبه لتسكير القضية.