GRAND LB: مخالب "الإعتداء" بالقوّة والتهديد تخدش حياء طفل عكّار!
إسراء ديبلم تنتهِ فصول مسلسل "الاعتداءات المتكرّرة على الأطفال" محلّياً، إذْ لم يُقفل بعد الملف المحزن الذي فُتح مع وفاة لين طالب بعد حادثة اغتصاب متكرّرة، ليُصدم المجتمع العكاري والشمالي بحادثة اغتصاب جديدة طالت ابن الـ 10 أعوام على مفرق برقايل، لكن هذه المرّة لم يكن المجرم مجهولاً أو غامضاً، بل معروف بالصورة والاسم، ما يجعل الكشف عنه ومحاسبته أمراً سهلاً ومضموناً بصورة أكبر، على خلاف قضية الطفلة طالب التي تُواجه مصيراً مبهماً.
ولم يكن في حسبان الفتى (ب. خ.) من بلدة مشمش - عكار، أن تُهزم طفولته وتهتز صورة البراءة لديه بعد محاولة (ه. ض.) وهو شاب يبلغ من العمر 20 عاماً الاعتداء عليه بطريقة وحشية لا تخلو من التهديد بالأسلحة "البيضاء"، وخدش حياء هذا الطفل الذي تعرّض لفخّ "متلاعب" فلم يكذب عليه وحسب، بل كذب على والد الطفل أيضاً وهو (أ. خ) من سكان برقايل - برج العرب.
ووفق المعطيات الأمنية الأخيرة التي تُواجه "تكتماً" واضحاً حول الحادثة التي لا تزال وقائعها سرّية، فإنّ "المخابرات ألقت القبض على الفاعل الذي اعترف بجريمته".
تفاصيل الحادثة
لم يُدرك والد الضحية أنّ نجله قد تعرّض لهذه الحادثة، ويتحدّث لـ "لبنان الكبير" عنها قائلاً: "أعمل في قهوة بالاشتراك مع شخص آخر على مفرق برقايل، وجاء هذا الشاب الذي نعرفه ونعرف عائلته إلى القهوة واصطحب ابني معه إلى محلّ مخصّص لألعاب الكمبيوتر، اتضح فيما بعد أنّه مقفل أساساً، وصحيح أنّني أعرف طفلي جيّداً بأنّه لا يذهب كثيراً إلى هذا المحلّ، لكن لم أفكّر ولو للحظة في احتمال حصول هذه الجرائم معه، فلم أشكّ أبداً في الشاب أو في غيره يوماً".
الطفل الذي ولد في العام 2013، كان ضحية لشاب استغلّ وجود بعض الحشائش والأعشاب والقصب في الطبيعة ليتمكّن من تنفيذ فعلته وفق الوالد الذي لم يكشف هذه الفاجعة إلّا من خلال أحد معارفه في المنطقة وهو عامر الذي رصد الجريمة شخصياً، قائلاً: "إنّ عامر سأل في المرّة الأولى الشاب عمّا يفعله هنا، وطلب منه المغادرة، وبعد عودة عامر إلى المقهى حيث شرب القهوة لم يُخبرني شيئاً، لكنّ على ما يبدو ظلّ باله مشغولاً وعاد إلى المنطقة عينها ودخل بين القصب حيث سمع بعض الأصوات، ليظهر الشاب ه. بصورة غير لائقة، فصدم من المشهد وقام بدفع ابني أرضاً كي لا يرى هذه الفضيحة".
ويضيف: "لم يتركه عامر وشأنه، بل شتمه ولامه على فعلته الشنيعة التي ارتكبها في وقتٍ كنت أعطيته الأمان وابني، وعاد عامر فيما بعد لكنّه أخبر أحد الأشخاص في المقهى عن التفاصيل التي لم يُخبراني بها خوفاً من هذه القضية الخطيرة".
كشف الجريمة
في الواقع، رُفع الستار عن هذه الجريمة في اليوم التالي وتحديداً عند الساعة الثامنة صباحاً حين انقلب الوضع الصحيّ للطفل رأساً على عقب، فتواصلت والدته مع زوجها الذي رافق ابنه إلى طوارئ مستشفى الخير - المنية حيث بقي زهاء الساعتين. ويُؤكّد الوالد أنّ ابنه كان يُعاني من أعراض عدّة أبرزها التبوّل على نفسه مع غيابه عن الوعي، وهذا ما حدث في المستشفى الذي لم يُدرك سبب هذه العوارض ولم يُعالجها، فاهتمّت به والدته.
ومن مستشفى المنية إلى المظلوم في طرابلس، حيث عانى ب. من العوارض نفسها لمدّة ساعتين، ولم يشكّ أحدهم بها، ما دفع العائلة إلى اتخاذ قرار بنقله إلى مستشفى الكرنتينا في بيروت حيث بقي هناك أربعة أيّام.
ولم تُكتشف الحقيقة فعلياً، إلّا بعد استيقاظ الضحية، الذي طلب من أمّه الاقتراب منه واعترف لها بتفاصيل ما حدث معه بالفعل والقول أيضاً، إذْ لم يكن يتصوّر أحد أن يتحدّث المعتدي مع ضحيته في تفاصيل غير أخلاقية دفعت عامر بعدها إلى التحدّث عمّا جرى لا سيما حينما شعر بخطورة الوضع الصحي الذي يُعاني منه الطفل.
وفي المستشفى، أجريت التحقيقات اللازمة مع الطفل الذي لم يسكت عمّا تعرّض له، مؤكداً أنّ المعتدي هدّده كثيراً.
ويُؤكّد الوالد أنّ المحقّق دمعت عيناه عندما سمع هذا الكلام وطلب من الوالدة الخروج من الغرفة التي تشهد على حجم "الهلوسة" والأوهام التي كرّر فيها الطفل أثناء غيابه عن الوعي مصطلحات تُشير إلى خوفه الشديد مثل: (إجا عليي بالسكين)، (حشيش)... الأمر الذي دفع الوالد إلى التوجه إلى مخفر النهر في بيروت لرفع دعوى بعد ما حدث، وسط نصائح من بعض المسؤولين الأمنيين بأهمّية التواصل مع الشرطة العسكرية في الفياضية.
إقرأ ايضُا: قضية الطفلة لين طالب... هل تكشف ملفات أخطر؟
يُمكن القول، إنّ الطفل عاد إلى منزله من جديد وسط اهتمام إحدى الجمعيات المعنية بالأطفال التي أعلنت تدخلها ودعمها للعائلة، لكن الوالد (المتقاعد من الجيش بعد خروجه من هذه المؤسسة نظراً الى تعرّضه لشلل رباعي لا يزال يُعاني من عوارضه حتّى اليوم)، لا يُخفي أنّ الوضع المالي صعب خصوصاً بعدما نصحه البعض باستشارة طبيب نفسيّ ليُعالج الطفل من تداعيات ما حدث معه، قائلاً: "نمت على الطريق في كلّ الأيّام التي بقي فيها ابني في المستشفى، كما طلب منّا منذ بعض الوقت إجراء صورة لرأسه تُكلّف 220 دولاراً وغيرها من المصاريف التي يعجز عنصر في الجيش يتقاضى ما بين 40 إلى 50 دولاراً عن أن يتحمّلها، لكن الجمعية تُساعدنا وكذلك الضمان الصحي الذي يُقدّمه لنا الجيش". ويطالب الدّولة بالانتقام من الفاعل وتنفيذ القصاص به ليكون عبرة لكلّ من يُحاول الاعتداء على طفل بريء.
ووفق المعطيات التي أشارت بعضها إلى أنّ الطفل تعرّض لمحاولة اغتصاب، فيما لفتت أخرى إلى تعرّضه لهذا الفعل فعلياً، يُؤكّد أحد المتابعين لهذا الموضوع أنّ الاغتصاب حصل وهو ما انعكس على الطفل صحياً ونفسياً أيضاً.