نداء الوطن: هل تنتشر الكوليرا في عكار مجدّداً؟
مايز عبيدظهرت الكوليرا في عكار أواخر العام الماضي، وذلك بعد دخول نازح إلى الداخل السوري وعودته إلى لبنان.
بعدها، بدأ الوباء يتفشى في العديد من المناطق، ونال كل من عكار والبقاع النصيب الأكبر.
بلدة ببنين كانت من أكثر قرى وبلدات عكار تأثّراً بالمرض الذي أدى إلى اصابات وحالات وفاة بلغت تسعاً.
بادرت بعدها وزارة الصحة بالتنسيق مع الهيئات الدولية وبلدية ببنين والفاعليات بالعمل على السيطرة على الوباء، وأولى المبادرات كانت مستشفى ميداني، فحملة تلقيح طالت معظم الأهالي والسكان.
وبعد أشهر على إعلان تسجيل الإنتصار على المرض، لا شيء يمنع من عودته بحسب المصادر الطبية، خصوصاً أنّ الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى انتشاره بسرعة لا تزال موجودة ولم تنتهِ بالكامل، ومنها مصادر المياه غير النظيفة، وانتشار النفايات في الشوارع والطرقات، وغير ذلك من عوامل التلوث.
تجدر الإشارة إلى أنه نظراً للأوضاع الإقتصادية الصعبة، يستسهل الناس الوصول إلى مصادر مياه أقل تكلفة من دون التأكد من جودتها وحسن تعبئتها، إضافة إلى انتشار الحشرات بفعل النفايات المتراكمة، وهي عوامل تساهم بانتقال الجراثيم إلى الناس وأخطر الأمراض كانت الكوليرا في العام الماضي، وقد ساعدت على سرعة انتشارها، مصادر المياه الملوثة، بحسب المراجع الطبية.
يبدي رئيس بلدية ببنين - العبدة الدكتور كفاح الكسار تخوّفه في هذا الشأن، ويقول لـ»نداء الوطن»: «معلومٌ أنّ فصل الصيف هو الفصل الأكثر انتشاراً للأمراض الموسمية؛ بسبب ارتفاع الحرارة؛ وزيادة الرطوبة، وعوامل كثيرة تسهّل الإصابة بالأمراض الموسمية، زد عليها الإنقطاع الدائم للكهرباء والوضع الإقتصادي السيّئ، وعدم التخزين الجيد للطعام، وانتشار المثلجات مجهولة المصدر، وكلها عوامل تؤدي إلى فساد الأطعمة والتسمم الغذائي».
وتخوّف من «موجات جديدة من الكوليرا، خصوصاً أنّ أسباب سرعة انتشار الوباء لا تزال موجودة؛ من خلال انتشار جزء كبير من النفايات، وقسم كبير من المنازل لا يزال من دون مياه نظيفة في ببنين وغيرها، ولو ساعدتنا «اليونيسف» بالمياه لكانت المساعدة لنصف سكان البلدة فقط. وبدأنا نشهد في مراكزنا الصحية حالات إسهال حاد وبأعمار مختلفة، وهي بوتيرة أعلى من السنوات السابقة، ما يجعلنا نفكر في إرهاصات الأمراض التي تأتي من مصادر غير سليمة».
وقال: «المطلوب وضع خطة عمل والتنسيق سريعاً في هذه المناطق لمنع الخطر في حال حصوله، فعلى وزارة الصحة تحضير المستشفيات لمثل هذه الحالات، وعلى وزارة الداخلية والبلديات تسهيل مهمة البلديات للتخفيف من المسبّبات، وعلى وزارة الطاقة الكشف على مصادر المياه، وعلى وزارة البيئة الإيعاز إلى المطامر لمنع عرقلة عمل البلديات وحل أزمة النفايات».
في العام المنصرم، ضربت الكوليرا بشكل أساسي بلدة ببنين والمحمرة وبعض قرى السهل ومخيمات اللجوء السوري، واستغرق الأمر أشهراً عدة للتخلص منها. والسؤال اليوم: إذا انتشرت الكوليرا بشكل أوسع وأقوى، وضربت عشرات القرى والبلدات كما حصل في زمن «كورونا»، فما هي الجهوزية لدى مستشفيات المنطقة لاستيعاب أعداد كبيرة من المصابين والتعامل مع هذا الوباء؟