مخلّص الجمهورية والطائف معروف إن قبل جعجع أو رفض باسيل!
مرسال الترس
كثيرة هي التحليلات والتوقعات المتقاطعة مع التمنيات في جانب، وعلى الوقائع في جوانب عديدة، والتي تؤكد أن مسار رئاسة الإستحقاق الرئاسي في لبنان بات معقوداً لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية طال الفراغ او توقف عند هذا العدد من الاشهر أو السنوات.
وإن قَبِل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خوض مجالات الحوار (الفرنسية أو اللبنانية المرجع)، أو رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبول اللوائح التي تتضمن إسم فرنجية، أو تحايل على الموضوع ليستطيع النزول عن الشجرة التي صعد إليها مغتبطاً، ويسعى إلى النزول عنها بأقل الخسائر والكثير من المطالب.
ومهما حاولت وسائل الإعلام المرتبطة بما يسمى "المعارضة" زوراً أن تشوّه الحقائق وتقلبها رأساً على عقب وتصدقها، فإن الإسم القادر على حماية إتفاق الطائف وحماية دور المسيحيين في السلطة في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ لبنان ووفق العديد من المعنيين بمتابعة الملف الرئاسي هو فرنجية وأكثر من أي مرشح آخر، لأنه يحمل ميزان العلاقات الذهبي مع كل الطوائف والمذاهب في لبنان من جهة، وأنه قادر على التأقلم سياسياً مع كل ما يمت بصلة للوطنية والعروبة وإتفاق الطائف وما تلاه.
وأكثر من ذلك هو الأدرى بما يلائم المسيحيين في هذا الشرق الذين خسروا الكثير من الإمتيازات التي خصّهم بها الفرنسي عندما كان مندوباً سامياً وتحوّل اليوم بعد انكفاء لعقود الى وسيط عربي ودولي يفتش عن مصالحه قبل حماية أية طائفة.
واذا كان جعجع وباسيل يدركان أو يتجاهلان أن حظوظهما معدومة على طريق بعبدا، فيما هو منظور من السنوات الآتية وعلى ظهرها الكثير من المصائب ولأسباب وأسباب يدركانها وحدهما.
فإن فرنجية هو الأقدر على عدم تدفيع المسيحيين ثمن التغيرات والتحولات، إن في النظام أو الصيغ التي تعيش خللاً أكثر من فاضح.
نظراً لعلاقته الوثيقة بالطوائف والمذاهب الأخرى ولاسيما منها السنيّة والشيعية وحتى الدرزية! لأن الجميع على قناعة تامة أنه صادق في وعوده ولا يسخّر أي موضوع وطني محوري إلى مصلحة شخصية.
ولأننا تعودنا في لبنان أن أي محاولة انتقال من ضفة نظام أو صيغة إلى أخرى ستمر بالتاكيد بصراعات وربما بحرب فإن سيد بنشعي يُعتبر الضامن الأكثر إستيعاباً لتخطي المراحل بأقل الخسائر الممكنة.
فاذا كان أي من القيادات المسيحية التي ترغد وتزبد في حماية المسيحيين وهي في احضان الأميركي، فعليها أن تتذكر جيداً أن العم سام هو من أشطر التجار في البيع والشراء لأن المصلحة اليهودية هي في أولى إهتماماته.
ولذلك فالأميركي لن يكون سنداً في أي ظرف أو حال للموارنة كفئة مذهبية في لبنان والتجارب كثيرة وأحياناً تأتي مدمرة.
ومن المؤكد أن أي من يدّعون وقوفهم في صف النخب المسيحية ليسوا موجودين على أية روزنامة أميركية.
أما بالنسبة لأوروبا فتمعنوا جيداً بما قرّره برلمانها الإتحادي بخصوص النازحين وضرورة بقائهم على الأرض اللبنانية فتعرفون ما ينتظر هذه الفئة من اللبنانيين وغيرهم في المستقبل القريب والبعيد يا قادة مسيحيي لبنان وبخاصة "الأقحاح منهم"!