تفقدت وزيرة التربية والتعليم العالي، الدكتورة ريما كرامي، تلامذة الصفوف المشاركة في اليوم الأخير من "التقويم التشخيصي الوطني" الذي شمل مواد اللغة العربية، اللغة الأجنبية، والرياضيات، وذلك خلال جولة أجرتها في مدرسة أمين بيهم الرسمية النموذجية في بيروت.
وكان في استقبالها رئيس منطقة بيروت التربوية محمد الحمصي، ومديرة المدرسة سوسن الصوفي، والهيئتان التعليمية والإدارية، حيث أعد التلامذة استقبالًا تراثيًا وقدموا لوحات وقصائد تعبيرًا عن فرحهم بالزيارة.

خلال جولتها، تحدثت كرامي إلى التلامذة ووزعت أوراق التقويم، مشيرة إلى أهمية هذه الخطوة في تحديد مواطن الضعف لدى المتعلمين دون أن يكون لها تأثير على نجاحهم أو رسوبهم، مؤكدة: "هدفنا وضع خطة تدخل تربوية للعام المقبل تستند إلى معطيات واضحة".

كما نفّذت تمرينًا للتنفس والاسترخاء مع التلاميذ لتخفيف التوتر، مؤكدة أنها "تتابع هذه العملية من خلفية تربوية عريقة كمعلمة سابقة".

وفي تصريح للإعلاميين، أوضحت كرامي أن هذا التقويم يندرج ضمن مقاربة وطنية شاملة لمعالجة الفاقد التعليمي، وهو ثمرة تعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء، وبدعم من جهاز الإرشاد والتوجيه، ويشارك فيه أكثر من 130 ألف متعلم في المدارس الرسمية كافة.

وأكدت أن "الاختبارات صُمّمت بشكل غير تقليدي، وتركّز على كفايات أساسية نأمل أن تُحدِث فرقًا ملموسًا في مستوى التعلم مستقبلاً"، مشددة على أنّ الوزارة تعمل على جمع النتائج وتحليلها لوضع خطط تدخل فعّالة.

ودعت كرامي الأهالي إلى استعادة الثقة بالمدرسة الرسمية، مشيرة إلى أنّ "المدرسة الرسمية هي حجر الأساس في التربية اللبنانية، ونبذل جهدًا كبيرًا لإنقاذها وإعادتها إلى مسارها الصحيح".

وحول تفاوت المستويات التعليمية، أكدت كرامي أن الوزارة، بالتعاون مع الجهات المانحة، ستطلق خطط دعم وتدخل موازية لأنشطة الهيئة التعليمية، لتعويض الفاقد التعليمي.

كما تطرقت إلى ورشة تطوير المناهج، مؤكدة أنها مستمرة، وستبدأ التجارب التطبيقية في مدارس محددة مطلع العام الدراسي المقبل، تمهيدًا لتطبيق أوسع في السنة التي تلي.
وعن التحضيرات للامتحانات الرسمية، قالت الوزيرة كرامي إن الوزارة كانت قد أنجزت كل الدراسات اللازمة قبل إعلان موعد الامتحانات الرسمية، مشيرة إلى أن التحضيرات جارية على قدم وساق لتجهيز مراكز الامتحانات. وأكدت أن هناك اهتمامًا خاصًا بالمناطق المتضررة، لا سيما في الجنوب والمناطق التي لا تزال تعاني من ظروف غير مستقرة، مضيفة: "عيوننا عليها عن قرب، ونحن ندرس كل الإجراءات الإضافية الممكنة لدعمها وتأمين أفضل الظروف".

كما شكرت كرامي المديرية العامة للتربية، وعلى رأسها المدير العام ورئيس اللجان الفاحصة الأستاذ فادي يرق، مثنية على جهوده وجهود دائرة الامتحانات، ودائرة المعلوماتية، والمناطق التربوية، وكل الفرق الميدانية المساهمة في تنظيم الامتحانات، متمنية التوفيق لجميع التلامذة.