صمود فرنجية مرتبط بإنفراط عقد "المتقاطعين"!
مرسال الترسيحاول العديد من المحللين في السياسة اللبنانية التركيز على إنسحاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من معركة رئاسة الجمهورية، وإقناع الرأي العام بأن إنسحابه سيحل مشكلة التوافق بين مكونات مجلس النواب اللبناني متجاهلين عن عمد أو ربما عن قلة إدراك بأن المسألة أبعد من ذلك بكثير لأنها مرتبطة بمسألتين حيويتين لايمكن البيع والشراء بشانهما:
الأولى مرتبطة بقناعات الفريق الذي ينتمي اليه فرنجية والذي يقتنع قناعة راسخة بأن أي تهاون في هذه التوجه يعني تسليم رقبته إلى من يسن السيف القاطع وينتظره عند أية هفوة يمكن أن يقع فيها.
والثانية تعني ان فرنجية مفطور على تقديم الهدايا المجانية لأخصام لا يقدرون معنى التضحيات وتاريخهم السياسي مبني على اقتناص الفرص على حساب الآخرين ولذلك فكل المعطيات المتوافرة توحي بالآتي:
–أن رئيس تيار المردة لن يقدم إنسحابه على طبق من فضة للمتقاطعين على الوزير السابق جهاد أزعور أو سواه لأن أهدافهم مختلفة تماماً.
وأن من إنتقل بسهولة من تبني ترشيح رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض إلى تبني أزعور رغم كل التناقضات في هذا الفريق – من السهل عليه الوصول إلى "أسوأ" الأسماء وبيعها في سوق نخاسة تدمير الأوطان.
–الرجل الذي عجنته المصائب وخبزته الويلات لم يتعود أن ينكفئ عند أي هبوب للريح أما إذا أتت العاصفة (الأقليمية أو الدولية) فأنه يتعامل معها وفق ما يلائم الصالح الوطني واضعاً مستقبل المسيحيين في الشرق فوق كل إعتبار.
–من ضحى بوصوله إلى بعبدا بضعة مرات خلال عقدين ونصف من الزمن من أجل تيسيير التفاهمات الوطنية لن يصعب عليه تكرار مواقفه، ولكنه لن يقدم نفسه ذبيحة مرة أخرى أمام قيادات وزعامات لا تستطيع التفريق بين الأنانية المفرطة والمصالح الشخصية الضيقة والعداوات المتأصلة في نفوسها وبين المصلحة الوطنية.
قد يطلب أحد الأفرقاء السياسيين في لبنان أو ربما أكثر من فريق (المعارضة مجتمعة أو المتقاطعين مثلاً) من فرنجية التنحي أو الإنسحاب ولكن بالتأكيد لن يفعل ذلك حزب الله أو الرئيس نبيه بري، المتأكدان أن فرنجية ليس من الصنف الذي ترهبه المواقف أو الظروف أو حتى "الخزعبلات السياسية" فهو متماسك وغير مستعجل على حرق المراحل.
بل هو على إستعداد للبقاء متماسكاً (ويمارس هواياته المفضلة) حتى تشرذم كل "التقاطعات" التي لا هم لها سوى التركيز على إخراجه من المعركة خالي الوفاض.