لماذا تصرّف لودريان مع فرنجية وكأنه رئيس منتخب؟
مرسال الترسليست طارئة أو مستحدثة العلاقة بين الرئاسة الفرنسية في قصر الإليزيه ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية بل هي تعود لسنوات وسنوات، خَبِر خلالها الديبلوماسيون الفرنسيون أسلوب حفيد رئيس الجمهورية السابق في التعاطي السياسي مع مختلف الأفرقاء على الساحة اللبنانية مضافاً إليه ثباته على مبادئه وصدقه في عرض أفكاره بدون مواربة أو محاباة!
ولأن ما يتردد على ألسنة السياسيين الذين يرتادون المقرات الديبلوماسية أو السياسية الفرنسية (الذين يحترمون أنفسهم ومواقفهم) لا تشوبه شائبة بحق فرنجية.
سارع الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند إلى الإتصال به ليبارك له بالإتجاه لإنتخابه رئيساً في العام 2016 ويمنحه ثقته قبل أن تتفاعل الأمور في غير صالحه، ويتماشى هو نفسه معها إحتراماً لكلمته تجاه حلفائه.
بعد ست سنوات لم يفاجأ العديد من الأفرقاء في لبنان كيف أن الرئاسة الفرنسية تطرح بقوة ترشيح فرنجية من ضمن سلة متكاملة تفتح الطريق لمعالجة الأزمات المتفاقمة في لبنان لأن هذا الرجل ما زال هو نفسه وبأسلوبه المميز، وقادر على فتح الخطوط مع جميع المتخاصمين على الساحة اللبنانية بدون أي إحراج أو مسايرة.
وبعد أن بدأت الحملات الإعلامية (المشبوهة التمويل التي تسعى لأن تفعل فعلها في المجتمع اللبناني، فيما يعتقد أصحابها بأنهم يستطيعون التأثير أيضاً على القرارات الخارجية) تضخ بشكل مبرمج ضد ترشيحه، صُدمت بتعامل العاصمة الفرنسية معه كأول من تلقى الدعوة - من الوجوه اللبنانية - لزيارة مقر الرئاسة الفرنسية والتداول مع فريق العمل الرئاسي في آلية المرحلة المقبلة.
ولم تكد تلك الحملات تستفيق من صدمتها حتى جاء تكليف الديبلوماسي المخضرم من قبل الرئيس ايمانويل ماكرون ليكمل على الأرض مهمة الفريق في باريس، فباشرت (تلك الحملات) الضخ الذي يقول بأن لودريان جاء لينقض ما سبق أن إعتمدته باريس، ولكن زوار قصر الصنوبر في بيروت لم يتفاجئوا حين أبلغوا موقع " 06news" بانه لم ينقص لودريان إلاّ أن ينادي فرنجية بـ "فخامة الرئيس" عندما إستقبله إلى مائدة الغداء مع نجله النائب طوني واحد كبار وجوه فريقه السياسي الوزير السابق روني عريجي. لأن الحل العقلاني وفق المنظور الفرنسي هو فرنجية الحفيد دون سواه في هذه المرحلة الحرجة ووفق بوانتاجاته فإن ممارسة النواب السّنة لدورهم الإنتخابي أو الذين أبدوا تعاطفهم الواضح معه كان يعكس الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية غير المعلن حتى الآن ريثما يصار إلى تدوير الزوايا في الموقف الخليجي بكامل مواصفاته وفق برمجة المملكة .
وخارج ذلك يؤكد زوار السفارة أن أحاديث لودريان – فرنجية لم تنزلق إلى أية تسميات أخرى بل ذهبت بإتجاه نشاط المؤسسة الفرنكوفونية وإنطباعات فرنجية عن زياراته الباريسية من وقت لآخر!