متى سيصل نواب "الإعتدال" و "اللقاء الديمقراطي" إلى جوار بنشعي؟
مرسال الترسالمنطقة الرمادية التي وقف عليها معظم أعضاء تكتل "الإعتدال الوطني" - حتى لا نقول معظمهم – في الجلسة الثانية عشرة من سلسلة جلسات إنتخاب رئاسة الجمهورية. لا بد أن يتغير لونها وفق كل المعطيات المتوافرة لدى المراقبين والمتابعين!
فوفق العديد من المؤشرات التي تناهت إلى 06 news بات واضحاً أن هذه المجموعة النيابية سيكون موقفها حاسماً بمعظم أعضائها إلى جانب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
فالنائب سجيع عطية (الأرثوذكسي) الذي كان مرتبطاً بعلاقة روحية مع نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس وعبّر صراحة عن تعاطفه مع فرنجية الواضح والصادق في تعاطيه مع القضايا المطروحة.
النائب أحمد رستم (العلوي) سيتعاطف أيضاً مع فرنجية نظراً للعلاقة التاريخية التي تربط رموز الطائفة بتيار المردة وبخاصة على هامش الأحداث الأمنية التي كانت تجري في مدينة طرابلس بين منطقتي جبل محسن والتبانة.
النائبان أحمد الخير و وليد البعريني (سنيان) لن يبخلا على رئيس تيار المردة بصوتيهما بالرغم من تسجيل بعض الغيوم العابرة في العلاقة بين الجهتين في ظروف معينة جرى توضيح خلفياتها.
النائبان محمد سليمان (سنّة) الذي إنطلق من العشائر لن يقطع حبل السّرة الذي يربطه بسوريا عبر الحدود وسيجد المخرج المناسب لتصويب تصويته في اللحظة المناسبة.
أما النائب عبد العزيز الصمد (سني) فلديه مشكلة بنيوية في العلاقة مع بنشعي متأثرة سلباً بالعلاقة التاريخية الوثيقة التي تربط الأخيرة بإبن عائلته النائب جهاد الصمد.
مع العلم أن المكوّن السني مرتبط بمعظمه عاطفياً بالمملكة العربية السعودية وشعورياً بالرئيس السابق للحكومة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري.
هذا بالنسبة لـ "الإعتدال الوطني" أما بالنسبة لـكتلة "اللقاء الديمقراطي" فما زال الرئيس نبيه بري يعلّق آمالاً على العلاقة الحزبية (الوطنية) التي جمعته منذ ثمانينات القرن الماضي – أي قبل أربعة عقود وفي عهد الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميّل – مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي (المستقيل) وليد جنبلاط برغم "الرقصة" التي أداها الأخير على هامش الإقتراع للوزير السابق "المتقاطع عليه" جهاد أزعور.
وفي كل الظروف فإن "الثنائي الشيعي" وتحديداً "حزب الله" على قناعة راسخة أن تسويق فرنجية أسهل بكثير عليه مما عاناه في تسويق العماد ميشال عون قبل تسع سنوات حين إضطر للإنتظار سنتين ونصف السنة قبل إكتمال البدر فوق قصر بعبدا!
فإن صحّت توقعات المتفائلين بأن نهاية شهر حزيران الحالي أو مطلع تموز ستحمل بشائر جلسة إنتخاب جديدة، أو تأخر ذلك إلى الخريف المقبل وفق حسابات الذين يقرأون في الفلك الأميركي، فإن المراهنات على إسقاط فرنجية من المعادلة لن تمر في غربال "الثنائي الشيعي" الذي يخشى جداً مما قد يُنصب له في أية لعبة "روليت روسية" غير مضمونة النتائج!