بين الثابت والمتحرك في جلسة الأربعاء؟
مرسال الترسقبل ثمانٍ وأربعين ساعة على إلتئام مجلس النواب في الجلسة الثانية عشرة في سلسلة جلسات إنتخاب رئيس للجمهورية حسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بأنه واعٍ تماماً لأسباب "التقاطع" ضده بالرغم من أنه ماروني ولبناني وعربي، وبأنه إذا وصل إلى كرسي الرئاسة فسيكون رئيساً لكل اللبنانيين بدون أي إستثناء.
وبعد أن كشف فرنجية مواقف الأفرقاء المسيحيين الذين تقاطعوا ضده، إستغرب كيف أن التيار الوطني الحر قد "حار ودار" ليعود فيدعم ترشيح شخص من صلب المنظومة وهو الوزير السابق جهاد أزعور الذي كان أب وأم كتاب "الإبراء المستحيل" وضياع الإحدى عشر مليار دولار كما كان يركز رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.
أما بالنسبة لحزب القوات اللبنانية الذي أيد في العام 2016 المرشح المدعوم من "حزب الله" فها هو اليوم "يتحسس" من مرشح الممانعة على حد تعبيره.
ومتمسك بالمرشح أزعور على طريقة "تمسكه" سابقاً بترشيح رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض.
والواضح أن الأفرقاء المسيحيين الذين تظللوا بشمسية المعارضة فليس هناك من شيئ يجمعهم سوى قطع الطريق على فرنجية الذي يشكل هاجساً للعديد من قيادات تلك المعارضة الذين يجتمعون في الشكل وسيتفرقون في المضمون، وعسى أن لا يذهبوا إلى صراعات وحروب "مسيحية – مسيحية" كما كانوا يفعلون في السابق.
فكما تجمّعوا على ترشيح معوض شكلاً ومن ثم سحبوا ذلك الدعم نتيجة تضارب المضامين فيما بينهم، فسيفعلون الأمر نفسه مع أزعور وربما غداً مع بارود أو كنعان ...واللائحة ستطول لأن كل هذه الأسماء للحرق وليست أسماء ثابتة لمن يسميها.. ومن تصله أسرار المداولات التي تجري في الكواليس المظلمة يدرك تماماً مدى عدد حبات السلسلة التي ستحمل أسماء مرشحي "التقاطع".
وبين هذا وذاك يبدو أن المشكلة الحقيقية تكمن أيضاً في النواب التغييريين والمستقلين الذين يتفرعون إلى عدة مجموعات لا تلتقي على مرشح، وأفكارها مشوشة ونياتها غير بريئة كما لوّح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في أحدث إطلالة تلفزيونية له (وما أكثرها)!
في حين ان الأفرقاء الذين يدعمون فرنجية هم ثابتون في مواقفهم فلا يسايرون ولا يناورون ولا يبيعون من يرشحون في سوق النخاسة.
وبالتالي فإن المراقبين والمتابعين مقتنعون أنهم بعد ظهر الأربعاء سيرون فرنجية مرشحاً ثابتاً بالنسبة لمن دعمه في حين يتوقعون ظهور إسم آخر سيتسلل لدى تلك المعارضة التي هي أشبه ما تكون بلاعب الأكروبات الذي يجهد في إظهار براعته في إبهار الجمهور.