ثأر الأحرار لشهداء فلسطين الأبرار
12 أيار 2023

ثأر الأحرار لشهداء فلسطين الأبرار

بقلم: ناصر الظنط

منذ معركة سيف القدس في أيار 2021 ،المعركة التي بادرت إليها حركة حماس و فصائل المقاومة في غزة رداً على إعتداءات الصهاينة و مخططاتهم الخبيثة في القدس الشريف و الأقصى المبارك .

مما أجبر العدو على التراجع   عن إجراءات الطرد و التهجير لأهالي حي الجراح في القدس الشريف و كذلك عن إجراءاته في الأقصى المبارك ... أعقب ذلك بعدة عدة أشهر في 2022 معركة وحدة الساحات و التي بادرت اليها الجهاد الإسلامي رداً على إغتيال قادتها تيسير الجعبري و خالد منصور حيث فرضت معادلات جديدة و قواعد إشتباك لصالح قوى المقاومة.


و قد تكررت الاعتداءات و المواجهات في باحات الأقصى في رمضان المبارك و جاء الرد أيضاً من المقاومة في غزة و كذلك من لبنان و سوريا و قد تزامن ذلك  مع مواجهات حامية في القدس و الضفة و حركات إحتجاجية في أراضي 48 و في الخارج مما أعطى مثالاً حياً عن ما تعنيه وحدة الساحات ووحدة المعركة.


وقد أجبر العدو مجدداً على وقف الإنتهاكات و إقتحاماته في العشر الاخير من رمضان ،يضاف الى ذلك ما سبق و لحق  من توسيع دائرة الإشتباك مع العدو الصهيوني في أغلب مناطق الضفة الغربية و بأشكال مختلفة من الدهس و الطعن و إطلاق الرصاص و القنابل المحرقة أو تفجير عبوات ناسفة او مواجهات شعبيّة و مطاردات و مقاومة الإقتحامات إضافة الى العديد من العمليّات الفدائية النوعية في عقر دار الإحتلال وصولاً إلى تل ابيب و غيرها , و الاهم من ذلك بروز كتائب مسلحة و مقاتلة في نابلس و جنين و حوارة , و  ظاهرة عرين الأسود و غيرها  ،و في ظل إحتضان شعبي واسع يتجلى في إستقبال الشهداء و في الجنازات المهيبة و في ردود الفعل المشرفة لأهالي الشهداء و امهاتهم و كذلك الاباء و البناء و الأقارب.
فعلى سبيل المثال لا الحصر و فقط في نيسان الماضي سجل 987 عملاً مقاوماً في أنحاء الضفة الغربية.


أما على صعيد السياسي فقدد برزت تطورات ايجابية على المستوى العربي و الإسلامي , فكان الإتفاق الإيراني السعودي برعاية الصين و ما تبع ذلك من إستمرار الهدنة في اليمن و حركة لقاءات و مصالحات عربية إيرانية و كذلك عربية عربية لا سيما بين سوريا و السعودية و مصر يضاف اليها لقاءات تركية ايرانية سورية روسية , وقد دعيت سوريا لحضور القمة العربية ، و في ذلك ضربة موجعة لمخططات آمريكا و اسرائيل في تكريس العداوات و الصراعات داخل أمتنا و فتح ابواب التطبيع مع الكيان الصهيونىي .

حين أن المشهد المقابل يحمل تصدعات و نزاعات حادة على مستوى الداخل الصهيوني فكانت المظاهرات الضخمة للمعارضة و للموالاة في ظل إنقسام حادٍ طال القضاء و الجيش و كثر الحديث عن مخاطر الوصول إلى حرب أهلية ،ناهيك عن تكرار سقوط الحكومات و الإضطرار لإجراء إنتخابات جديدة و مبكّرة.
إننا اذاً أمام مشهد لوحدة قوى المقاومة و في حالة تصاعد و هجوم ، أما العدو و بالرغم من جرائمه و إعتداءاته فهو مربك و يتراجع يوماً بعد يوم.


كل ذلك دفع بنتنياهو و حكومته إلى محاولة ترميم صورة الردع لدى العدو و إعادة ترميم الجبهة الداخلية عبر اللجوء إلى خطوات هجومية و تصعيديّة بدأت الخميس الماضي في حي القصبة في نابلس  لإغتيال مجاهدي حماس الذين نفذوا عملية الأغوار الفدائية و التي سقط فيها ثلاثة من الصهيانة  المحتلين , و ثم كانت شهادة الشيخ خضر عدنان و ما تبعه من عدوان على غزة بإستهداف اعضاء المجلس العسكري لحركةالجهاد الاسلامي و عائلاتهم في مجزرة رهيبة حيث استشهدوا مع اطفالهم و نسائهم ،و مع إعلان العدو لتحضيره لمسيرة الأعلام اليهودية في 18 الجاري داخل اروقة المسجد الاقصى المبارك من ضمن مخطط التهويد و التقسيم.


إذاً يحاول العدو العودة الى حالة الهجوم عبر إعتداءته و جرائمه و لكن الحسابات كانت خاطئة فلم يستطع العدو الإستفراد بالجهاد الإسلامي و التي حصلت على الإحتضان و التعاون من حماس و سائر الفصائل و كان الإعلان عن عملية ثار الأحرار  من خلال غرفة العمليات المشتركة لكافة فصائل المقاومة حيث إنطلقت الصواريخ من غزة الأبية إلى المستوطنات في محيط  غزة وصولاً الى تل أبيب.


ولا بد من التنويه بأن المشهد الذي تجلى عقب العدوان الصهيوني على غزة و قبل رد المقاومة و حسب الاعلام الصهيوني نفسه .

حمل الشلل التام الإقتصادي و التربوي حتى 40 كم حول غزة , إقفال مدارس (300 الف طالب في منازلهم ) و كذلك العمال و الموظفين ناهيك عن فتح الملاجئ وإجلاء عدد كبير من المستوطنين في غلاف غزة " فإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون "  
لقد تكرر مشهد وقوف الصهاينة على رجل و نصف يترقّبون رد المقاومة ، كما حصل على الجبهة مع المقاومة في لبنان سابقاً.


المقاومة حددت شروطها لوقف إطلاق النار بوقف العدو للإغتيالات و إلغاء مسيرة الأعلام اليهودية و تسليم الجثمان الطاهر للشهيد خضر عدنان.


إنها جولة من جولات سابقة و لاحقة ستثبت فيها المقاومة في غزة و سائر فلسطين و من حولها وحدة الموقف و صدق الثبات و الصبر و البأس بمواجهة العدو المجرم .
ولا ندري إن كانت المواجهة ستتسع أم لا .. و لكن الأمل بالله و من ثم بسواعد المجاهدين  لتحمل لنا الأيام بشائر نصر و عزة و الله غالب أمره و لكن الظالمين لا يعلمون.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen