برّي
11 أيار 2023

برّي "المتشائل": هل يتم إنتخاب الرئيس قبل 15 حزيران؟

عبد الكافي الصمد             

مستعيناً بعنوان رواية الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي "المتشائل"، وهو عنوان إشكالي يتداخل فيه "التفاؤل" مع "التشاؤم"، أطلق رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الأربعاء (10 أيّار 2023) دعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 15 حزيران المقبل، منطلقاً من جملة إعتبارات مختلطة بين أجواء تحثّ على التفاؤل وأخرى يُشتّمُ منها رائحة التشاؤم.


تحديد برّي موعد 15 حزيران لإنجاز الإستحقاق الرئاسي لم يأتِ من فراغ، فبعد هذا الموعد بنحو أسبوعين تقريباً، وتحديداً في مطلع شهر تموز المقبل، تنتهي ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي يواجه برفض كبير من قبل أغلب القوى السياسية إقتراح التمديد له، كونها تحمّله الجزء الأكبر من تبعات الأزمة المالية والإقتصادية.


إنطلاقاً من ذلك، وفي ظلّ عدم التوافق بين القوى السياسية على تعيين بديل عن سلامة من قبل حكومة تصريف الأعمال الحالية، ونتيجة الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، بادر برّي إلى التشديد خلال لقائه وفداً موسعاً من من "تجمّع مستقلون من أجل لبنان" بأنّه "لا نقبل، ولا يجوز القبول باختيار حاكم لمصرف لبنان دون أن يكون لرئيس الجمهورية كلمة في هذا الأمر".


جرس الإنذار الذي قرعه برّي لم يتوقف عند هذا الحدّ، إذ يدرك بأنّ فراغاً آخراً بالإنتظار في منصب أساسي في الدولة بعد حاكم مصرف لبنان، وبعد الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، يُخشى أن يمتد إلى موقع قيادة الجيش اللبناني الذي تنتهي فترة ولاية قائده العماد جوزاف عون مطلع العام المقبل، ما جعل برّي يستشعر الخطر مسبقاً، وأنّ فراغاً في منصب "الحاكم" يثير الريبة من تمدّد الفراغ نحو منصب "القائد"، ما ينذر بوجود نيّة لإدخال البلد في فوضى خطيرة وغير مسبوقة، ما جعله يؤكّد بأنّ إنتخابات رئاسة الجمهورية هي "بداية البدايات"، لأنّه "لا أحد يمكن أن يعرف إلى أين يتجه البلد من خلال الإمعان في حالة الشّغور في موقع رئاسة الجمهورية".


هذا التشاؤم الذي أبداه برّي في حال استمرار الجمود سائداً ومهيمناً على استحقاق رئاسة الجمهورية، حاول برّي بحنكته كسره وإبداء تفاؤل "خارجي" بهدف إنجاز هذا الإستحقاق قبل 15 حزيران، أيّ بعد إنتهاء أعمال القمّة العربية المرتقبة في العاصمة السّعودية الرياض في 19 أيّار الجاري، معتبراً أنّه "لا يجوز أن تذهب المنطقة العربية نحو التفاهمات والإنسجام (في ضوء التقارب السّعودي ـ الإيراني، والتقارب السوري ـ

السّعودي، واستعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية) ونحن في الداخل نذهب للتفرّق عن وحدتنا، وعن حقنا وعن ثوابتنا في الوحدة ورفض التوطين ورفض دمج النّازحين وصون السّلم الأهلي"، معتبراً بأنّ "المناخات الإقليمية والدولية حيال الإستحقاق الرئاسي مشجعة وملائمة".


أيّ كفّة سترجح في نهاية المطاف، التفاؤل أم التشاؤم، وهل ستلقى دعوة برّي صداها في الدّاخل والخارج؟ الأيّام القليلة المقبلة وصولاً إلى القمّة العربية وما ستخرج به من نتائج كفيلة بالإجابة عن كلّ هذه التساؤلات وغيرها، سلباً أو إيجاباً.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen