فرنجيّة يراكم رصيده الرئاسي: إنتخابه مسألة وقت
عبد الكافي الصمدأكثر من تطوّر طرأ في الأيّام القليلة الماضية على السّاحة الإقليمية والمحلية جعل إنطباعات عدّة في الوسط السّياسي اللبناني تذهب في إتجاه الإعتقاد أنّ عقبات عديدة قد أُزيلت، أو في طريقها لكي تُعالج وتُبعد جانباً، من أمام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الوصول إلى قصر بعبدا، وأنّ دعوة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أعضاء المجلس إلى جلسة جديدة، ستكون الـ12، من أجل انتخاب رئيس الجمهورية المقبل، تحتاج إلى وضع اللمسات الأخيرة عليها قبل انعقادها.
أوّل هذه التطوّرات تمثل في المواقف اللافتة التي أطلقها مؤخّراً السّفير السّعودي في لبنان وليد البخاري، بعد جولته الواسعة على مرجعيات دينية وقيادات سياسية والتي أكّد فيها موقف بلاده المستجد من الإستحقاق الرئاسي، حيث إعتبر أنّ إنتخاب رئيس جديد للجمهورية هو "شأنٌ لبناني داخلي بإمتياز"، وأنّ السّعودية "لن تتدخل في إنتخابه وليس لديها أيّ مرشح، وهي على الحياد، ولا تعترض على أيّ من المرشحين"، وأنّ المملكة "ليست في وارد دعم هذا المرشّح أو ذاك".
كانت هذه المواقف كافية لأن تُسقط الحجج التي رفعها حلفاء السّعودية في لبنان خلال الفترة الماضية، وإدعوا فيها أنّ هناك "فيتو" سعودي على فرنجية، وأنّ شروطاً معينة تفرضها عليه قبل إنتخابه، إلى أن جاءت مواقف البخاري الأخيرة لتقطع الطريق على فرقاء وكتل نيابية كانت ترمي رفضها إنتخاب فرنجية على قوى خارجية لتنوب عنهم في إختيار الرئيس المقبل بدلاً منهم.
ثاني هذه التطوّرات تمثّل في إستعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية بعد غياب إستمر قرابة 12 عاماً، وهي إستعادة جاءت في خضم تطوّر إيجابي في علاقات سوريا مع دول عربية مركزية أبرزها السّعودية ومصر بعد سنوات من الجفاء، ما يعني بأنّ سوريا قد عادت لتلعب دورها وتأثيرها في المحيط العربي، وهما دور وتأثير كان لبنان وما يزال السّاحة الأكثر حضوراً وفاعلية بالنسبة لسوريا، وإنْ تراجع شكلاً، وبالتالي فإنّ هذه العودة ستؤثر بلا شك إيجاباً على حظوظ فرنجية، الذي يُعدّ أحد أبرز حلفائها في لبنان من بين المرشّحين للرئاسة الأولى.
ثالث هذه التطوّرات تمثّل في مواقف لافتة أطلقها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط التي إعتبرها البعض مؤشّراً على تحضير "بيك" المختارة نفسه لتكويعة معينة في موقفه من الإستحقاق الرئاسي وترشيح فرنجية، في موازاة موقف آخر لافت لرئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، فسّره البعض بأنّه "مراجعة" أقدم عليها باسيل بخصوص ترشيح فرنجية تحتاج إلى وقت لتتبلور أكثر.
كلّ ذلك يأتي بينما حلفاء فرنجية وداعميه في الداخل والخارج ثابتون على موقفهم، في ظلّ مؤشّرات عن أنّ بعض النوّاب ـ
المستقلين منهم والجُدد ـ
أبدوا إستعدادهم لإنتخاب فرنجية إذا وجدوا أنّ حظوظه في الفوز مرتفعة، ما جعل "الزعيم" الزغرتاوي يراكم هذه المواقف والتطورات الإيجابية ويضعها في جعبته، بانتظار صرفها في أوّل جلسة إنتخابية لتصبّ في صالحه.