الشهيد إسماعيل هنية: ضيف المقاومة الدائم في لبنان وإيران
كَتَبَ المُحرّرفي رثائه لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، قال السيد علي الخامنئي إن الشهيد كان ضيفنا، وباغتياله جلبت "إسرائيل" على نفسها أشدّ العقاب. الشهيد هنية، الذي زار طهران مراراً والتقى بقادتها، طاف العواصم العربية والتقى بقادة المقاومة فيها. زياراته إلى لبنان كانت أيضاً كثيرة، وفي كل مرة كان يحط في مطار بيروت، كان ضيفاً في حارة حريك بلقاء يجمعه بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
اليوم، يودع الشهيد هنيّة في قطر، بعد تشييع مهيب شارك فيه الملايين في إيران. الضيف العزيز، العابر بجسده حياًّ أو ميتاً، بكاه الإيرانيون واللبنانيون وكل المقاومين فقداً على فراقه. فلم تعتد طهران ولا الضاحية أن يغيب عنها ضيفها العزيز كثيراً.
نزل الناس إلى الشوارع في طهران، لوداع العزيز "ابن البلد المبارك". رفعوا نعشه عالياً يزينه علم فلسطين، متوعدين بالثأر. فمن عادات الشرقيين إكرام الضيف واحتوائه، والثأر لمن يؤذيه، فكيف إذا استُهدف ضيفهم بينهم، وهو في رحابهم؟!
الشهيد هنية، الذي عرفه اللبنانيون جيداً، له تاريخ طويل بزيارة لبنان ولقاء قادة المقاومة فيه. لقاءاته بالسيد نصرالله كثيرة، وفي كل لقاء كان يُعاد تقييم الوضع ووضع خطة للمرحلة المقبلة. فضيفنا الذي رحل عنا، كان ضيفاً دائماً، وله في لبنان غرفة بكل منزل.
لم يكن لبنان للشهيد هنية يوماً ممراً، بل كان مقصداً. بين لقاءاته السياسية العامة مع الرؤساء بالدولة، كان نهار الشهيد ينتهي بأنس طويل في الضاحية، حتى اعتاد أهل الضيافة على وجوده بينهم.
في وداعه الأخير. لم يستغرب أهل المقاومة أنه استُشهد، فمن هو بموقع الشهيد هنية وبروحيته العالية وعمله الدؤوب ومواقفه الواضحة، وصبره على شهادة أولاده في غزة، جرت السنن أن يموت شهيداً.
نفتقد القائد هنيّة ونغبطه. ضيفنا الكريم يفارقنا اليوم، ضيفاً بجوار ربه، مخضباً بدمه، عزيزاً بين أهل الجنة. وهناك سيكون السكن الدائم، وينظر من عليائه إلى إخوته في فلسطين يقاومون، وفي لبنان واليمن والعراق وإيران وسوريا يساندون. هناك سيكون الشهيد هنية، مشرفاً على معركة بات مصيرها حكماً النصر.