عندما تضاربت أهداف القوات والاشتراكي مع المبادئ في الترشيحات!...
23 آذار 2023

عندما تضاربت أهداف القوات والاشتراكي مع المبادئ في الترشيحات!...

مرسال الترس

أثبتت الانتخابات الرئاسية المعطلة في لبنان منذ خمسة أشهر أن بعض الأفرقاء السياسيين في لبنان يعتمدون المبدأ القائل أن المصالح تتقدم على ما عداها مما يسمى مبادئ سياسية التي تتمسك بها قوى أخرى الى آخر رمق!
فقد أثبت فريق الثامن من آذار أو الممانعة (كما يحلو لبعض القوى أن تسميه)، أنه ملتزم تماماً بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى أقصى الحدود بالرغم من كل الكلام الذي أطلق من الفريق المنافس (أو المعادي له) بأنه يناور من اجل الوصول الى مرشح ثالث يأتي في إطار تسوية أقليمية ما، ولكّن كبار مسؤولي الثنائي الشيعي، ولاسيما امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري أكدا بالفم الملآن أنه ليس لديهما أي احتمال آخر .
الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه النائب والوزير السابق وليد جنبلاط ناور في تأييد ترشيح رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض،لأهداف ظلّت ضبابية وغير محددة بوضوح، الى أن أقدم في الأسابيع الأخيرة على إعادة النظر في موقفه (الذي كان متناغماً مع حزب القوات اللبنانية) وأبلغ من يعنيهم الأمر أنه بصدد دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور (إبن شقيقة النائب والوزير الراحل جان عبيد) أو صلاح حنين (ذو الخلفية الاشتراكية). وبذلك  احتلت مصالح الحزب رأس سلم الأولويات على ما عداها. 
بدوره حزب القوات اللبنانية الذي تبنى ترشيح النائب معوض لإحدى عشرة جلسة إنتخاب غير منتجة أراد أن يصيب أكثر من عصفور بحجر واحد، فهو يختبر قدرته على جمع "القوى المعارضة" في هذه المرحلة ليعيد قولبة مواقفها تحت اجنحته عندما تدعو الحاجة من جهة. ومن جهة ثانية إحداث تباعد (قد يصبح شرخاً) بين القيادات الزغرتاوية على خلفية التوتر المزمن بين أكبر تجمعين مارونيين في الشمال  "إهدن وبشري". ولكن فرنجية ومعوض تعاملا مع ترشيح كلاً منهما بواقعية محصورة بالتنافس السياسي، (كما كان يحصل بين الرئيس الراحل سليمان فرنجية والرئيس الشهيد رينه معوض). والبعيد عن التنافس الصراعي، الأمر الذي أفقد القوات إحدى أهم الأوراق التي تُيسر لها إبعاد إلإثنين عندما يتاح لها ذلك.
ولذلك لم يبد المراقبون أي اهتمام عندما أعلنت القوات انها ستستمر بدعم معوض الاَ إذا أُتيح لها جمع المعارضة المتنوعة – والمشتتة حتى الآن- لتأييد قائد الجيش العماد جوزيف عون إذا تسهّل التعديل الدستوري أو أي اسم آخر يستطيع التقدم على فرنجية بالأصوات.
ولكل ذلك وسواه، فالفارق شاسع جداً بين المبدائية الثابتة والمصلحة المستندة الى الجهة التي تهب منها الرياح.وهذا ما ستثبته النتائج في نهاية المطاف.

 

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen