الدّيار _ الأمن في طرابلس عشيّة الأضحى... المطلوب خطة شاملة متواصلة وليس آنيّة
دموع الأسمرليست المرة الاولى التي تلبي فيها الاجهزة الامنية المطلب الشعبي الملح جدا في الاعياد والمناسبات، بحيث دأبت في كل عيد ومناسبة على تنفيذ خطة امنية يتولاها الجيش اللبناني، وقوى الامن الداخلي، والاجهزة الامنية الاخرى، لضبط امن واستقرار طرابلس خلال الاعياد. وهي خطوة حكيمة اعتادها الطرابلسيون، لكن لفترة وجيزة بحيث تنتهي الخطة بانتهاء الاعياد والمناسبات، وتعود المدينة بعدها الى مواجهة قدرها من الفوضى والفلتان، حيث الساحة الطرابلسية بالكاد تخلو يوميا من حدث امني وارباك، وسقوط جرحى وضحايا نتيجة الفلتان.
مهم جدا ان يصدر خمسة نواب طرابلسيين بيانا مشتركا لشكر الأجهزة الأمنية، لا سيما قيادة الجيش وقيادة قوة الأمن الداخلي على التجاوب السريع مع المطلب، الذي يهم كل أبناء وسكان طرابلس، والمتمثل بضرورة ايجاد المناخات الامنية المناسبة قبيل عيد الاضحى المبارك، حيث يؤكد مضمون البيان ان المعنيين سوف يطبقون خطة أمنية طارئة عشية الاعياد.
لكن الجدير ذكره، انها خطة آنية معنية بتوفير الامان في الشوارع خلال الاعياد، بينما التساؤلات تمحورت لاحقا حول بقية الايام، وكيف يمكن بسط الامن والحد من موجات الفوضى المستشرية في انحاء المدينة، التي تسيء الى سمعتها وسمعة اهلها، وتؤثر في حركة السياحة والاقتصاد فيها.
ولاحظ عدد من الفاعليات الطرابلسية ان ما صدر عن نواب طرابلسيين ( فيصل كرامي، طه ناجي، كريم كبارة، حيدر ناصر، جميل عبود ) عن متابعتهم لهموم المدينة وشجونها، يدعو الى التوقف عنده، حيث تعاني طرابلس منذ سنوات فلتانا امنيا وفوضى في شوارعها على مختلف الاصعدة، وان خططا امنية عديدة أقرت ونفذت، ولوحق العديد من المطلوبين والمرتكبين، ثم لا تلبث ان تتوقف هذه الخطة مع افراج عن عدد من الموقوفين، اما لانتهاء مدة عقوباتهم، او لغطاء سياسي، ويعود هؤلاء الى ممارساتهم الفوضوية والعشوائية التي تربك المدينة وتقلق اهلها.
كما اشاد بيان نواب طرابلس بادارة الجمارك في مرفأ طرابلس، التي عينت عددا من الكشافين المزودين بالأجهزة التقنية الالكترونية اللازمة، لضبط ما يدخل إلى المرفأ وما يخرج منه منعا لاي اتهامات تتناول مرفأ طرابلس.
ويشير آخرون الى ان المطلوب خطة امنية شاملة متواصلة تلاحق المخلين بالامن، شرط مواكبتها برفع الغطاء السياسي عنهم، والامتناع عن الوساطات والمداخلات والضغوط، كي يعلم المرتكب ان لا سند له في ما يقدم عليه من عبث امني. وتوضح مصادر طرابلسية انه في الآونة الاخيرة شهدت طرابلس احداثا عبثية عديدة، وكانت الاجهزة الامنية بالمرصاد، بل ان الجيش يواصل مداهماته للمطلوبين، وبخاصة لتجار ومروجي المخدرات، كما لتجار الاسلحة.