الشيخ أحمد الرفاعي- العام الدراسي - فلسطين :ألم و صرخة و رجاء
بقلم الأستاذ ناصر الظنطتجتاح ساحتنا الكثير من الأحداث و الهموم و التحدّيات , سأحاول الوقوف أمام ثلاثة من المحطات السّاخنة
أولها جريمة خطف, إغتيال ودفن الفقيد الراحل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي رحمه الله تعالى , جريمة بشعة تقشعرّ لها الأبدان مع شعور بألم كبير و يعجز العقل و الفكر أمام هول الفعل الشنيع لمجموعة من أقارب الضحيّة, فلماذا كل هذا الحقد الدفين ؟ هل أصبح قتل الانسان بهذه البساطة و الجرأة ؟ أين ذهبت حرمة الدّماء ؟هل نسي هؤلاء القتلة قول الله تعالى : و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها و غضب الله عليه و أعد له عذاباً عظيما . و قوله عز و جل "ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله إلا بالحق و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا . صدق الله العظيم"
لقد صبر أهل الفقيد المظلوم فإنتصر له المولى عزّ و جل بفضح المجرمين فانكشفت معالم الجريمة بلطف الله تعالى و غباء و بغي الجناة القتلة و ذكاء الأجهزة الأمنيّة و حكمة دار الفتوى و علماء عكار الكرام و صبر أهل القرقف و ذوي الشهيد بإذن الله تعالى , و قد أخرس ذلك أبواق الفتنة و تجار الحرب و المصطادين في الماء العكر الذين راحو يلقون التهم و الإفتراءات في أكثر من إتجاه , رحم الله الشيخ أحمد و ألهم أهله و محبيه الصّبر و السّلوان لينال المجرمون ما يستحقون من العقاب و يجنب بلادنا الفتنة ما ظهر منها و ما بطن
ثانيها :الخطر الكبير المحدق بالعام الدّراسي و التعليم الرسمي فمنذ ما يقارب شهرين و نصف المدارس و الثانويات و المهنيات الرسميّة مقفلة ,المعطيات لا تشير إلى فرج قريب , لقد تمّ إقرار بدل نقل يومي بقيمة 5 ليترات بنزين و لكنّه قد لا ينفذ قبل نيسان , ناهيك عن عدم الحديث عن بدل إنتاجيّة و حوافز و غيرها , إضافة الى التدهور الكبير في تقديمات تعاونيّة موظفي الدّولة على صعيد الطبابة و الإستشفاء بشكل خاص . على سبيل المثال لا الحصر , لقد كان معدّل راتب الأستاذ 2000 دولار و قد تدنى رغم ضربه ب ثلاثة إلى حوالي 200 دولار على سعر صيرفة . علما أن المدارس الخاصة تعمل بشكل عادي (دون أن يعني ذلك حصول الأساتذة في التّعليم الخاص على حقوقهم )
وربما يكون وضع الجامعة اللبنانية في خطر يماثل مراحل التعليم الرسمي الاخرى. فلا بّد من صرخة ونداء لكل المسؤولين في الدولة لاستنقاذ العام الدراسي والتعليم الرسمي و لحماية الطلاب والاساتذة معاً.
ثالثها: فلسطين العزيزة وما تحمله من تطورات. لقد باتت أرض فلسطين ساحة ملتهبة بوجه الاحتلال الصهيوني. فما من جريمة أو إعتداء أو مجزرة أو هدم للبيوت أو تشريد للأهالي و للسكان ،ناهيك عن الإعتقالات التعسفّية أو غير ذلك إلا و تجابه بقوة وصلابة من أبناء فلسطين الأبيّة فلن يمر إقتحام لأي بلدة أو حارة أو مخيم إلا ووجه بمقاومة بطوليّة مشرّفة من المجاهدين و المقاومين وبدعم جامع من الأهالي. فما من يوم يمرّ دون عملية فدائيّة هنا أو مواجهة هناك. وهكذا نرى أهلنا في فلسطين من غزة إلى الضفة و القدس و أراضي 48 موحدون في ميدان المواجهة, وعندما يرتقي الشهداء نرى الإحتضان الشعبي من الأمهات و الآباء و الأهالي.
لقد إعتدوا على ''حوارة'' مما أدى إلى استشهاد أحد المشايخ و إصابة أكثر من 350 جريح و إحراق أكثر من 30 منزل وعشرات المحلات التجارية و 100 سيارة ولكن الرّد جاء مباشرة في ''بيتا'' و ''أريحا'' وهكذا تستمر المقاومة لتصنع أملاً و رجاء بالحريّة و الكرامة الفلسطينية وللعرب و للمسلمين رغم كيد الكائدين وتآمر المتآمرين.