هل يكفي أن يغضب أردوغان من نتنياهو؟
مرسال الترسفوجئ الشعب التركي ومعه الرأي العام الدولي هذا الأسبوع، وبعد سبعة أشهر على الحرب التدميرية والإبادة المتواصلة في قطاع غزة، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يطلق عبارات خارجة عن المألوف بحق رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حين قال:"المذبحة مستمرة في قطاع غزة...إن نتنياهو قد بلغ مستوى في أساليب الإبادة الجماعية يثير غيرة الزعيم النازي أدولف هتلر" وأضاف: "نتنياهو بدأ يثير غيرة هتلر ...إنه هتلر العصر".
فالرئيس أردوغان الذي زار اسرائيل في العام 2005 استكمل علاقات ودية واستراتيجية بين أنقره وتل أبيب منذ العام 1949 حين كانت تركيا أول دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بدولة إسرائيل! سعى دائماً ومنذ إمساكه جيداً بزمام الحكم في بلاده عبر حزب العدالة والتنمية ليصبح رئيساً للدولة في العام 2014 بعد أن شغل منصب رئيس الوزراء منذ العام 2003. بتوطيد العلاقة بين الدولتين اللتين تضمران طمعاً غير مسبوق على صعيد العالم العربي الذي عانى الأمرّين من احتلالاتهما. حتى بدأ الطرفان اللذين وقّعا في أواخر الخمسينيات اتفاقاً للتعاون ضد التطرف ونفوذ الاتحاد السوڤيتي في الشرق الأوسط. الانتقال في حقبة التسعينات الى مستوى مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة وتبادل خبرات ووفود عسكرية. حتى ذُكر أنه في العام 1999 حين دمّر زلزال قوي إحدى القواعد البحرية التركية على المتوسط قضى بداخلها أكثر من أربعين ضابط وجندي اسرائيلي.
ولكن منذ سنوات سُجل حدثان كانت لهما آثار بالغة في التحول بالسياسات بين الطرفين: الأول هجوم اسرائيلي عسكري بدون مواربة على سفن تركية (اسطول الحرية) كانت تود كسر الحصار على غزة في العام 2010. والثاني، الانقلاب الذي جرى في صيف العام 2016 ضد الرئيس أردوغان (الذي بدأ يستسيغ لقب السلطان) من قبل حركة المعارض فتح الله غولن المدعوم اميركيا ، وقيل حينها أنه لولا تدخل روسيا لكانت الإطاحة سهلة جداً برئيس تركيا. حتى بدأت العلاقات بالارتجاج والانزلاق نحو الإبتعاد في العقد الماضي. وصولاً الى تهديد أردوغان في العام 2017 بقطع العلاقات مع تل ابيب بسبب اعلان الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للدولة اليهودية ولكنه لم يفعل!
فغضب أردوغان الذي تُعتبر بلاده الداعم المحوري للأخوان المسلمين في العالم لا يكفي. كما أنه لا يكفي أن يقول بأن حماس هي حركة مقاومة وليست حركة ارهابية، وأن بلاده تؤمن العلاج لأكثر من ألف شخص من عناصرها. بل المطلوب حركة رأي عالمي توازي التحرك الطلابي القائم في بعض الجامعات الأميركية والأوروبية لكي يكون فاعلاً في الوقوف بوجه ما يرتكبه نتنياهو في قطاع هو الأصغر من حيث المساحة، ولكنه الأكبر من حيث الكثافة السكانية والمقاومة الصلبة في وجه أعتى الاحتلالات على الصعيد الكوني.