نداء الوطن: خطة أمنية للأعياد: ماذا عن اليوم التالي؟
مايز عبيدفيما كان تجّار شارع عزمي وأسواق طرابلس ينتظرون الأسبوع الرمضاني الأخير الذي يسبق عيد الفطر، وموسم الأعياد، ليتحرّك الركود الإقتصادي المستحكم في المدينة، لم تشِ الأحداث الأمنية المتنقّلة من شارع إلى آخر ومن زقاق إلى آخر بأنّ العيد سيمرّ سعيداً على الفيحاء.
نداءات المواطنين والتجّار معاً كانت تتوالى إلى كلّ من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي ونواب طرابلس أبناء هذه المدينة، طالبين منهم الإهتمام بالمدينة بعد ما بلغته من فوضى. والطلب الأبرز إلى مولوي لكي يضع خطة أمنية تزرع الطمأنينة في نفوسهم، بعدما بدأت المدينة تفلت من أيدي أهلها إلى أيدي الزعران والشبيحة، ولكي لا يطير الموسم سدى من دون أن تستفيد منه.
ويتساءل أبناء طرابلس عن السبب الذي يدفع بمولوي لترك مدينته وسط هذا الجو القاتم والفوضى العارمة وسيطرة زعران الشوارع، فيما نجده في مناطق أخرى يشارك الناس أجواء رمضان في الشوارع والأسواق؟ أصوات مشايخ طرابلس ورجال الدين لم تغب هي الأخرى، وحفلت مواقع التواصل الإجتماعي بالعديد من التسجيلات الصوتية لمشايخ من طرابلس يطالبون بضرورة وضع حدّ لاستباحة المدينة بهذا الشكل في أيام وليالي شهر رمضان.
هذا الأمر أيضاً كان مدار بحث بين ميقاتي ونواب الشمال وقد زارته كتلة «الاعتدال الوطني» ونواب آخرون للمطالبة بإعطاء التوجيهات للأجهزة الأمنية وعناصرها للتواجد أكثر في طرابلس ومناطق الشمال، من أجل منح الناس فسحة من الإطمئنان.
في النهاية، وجدت هذه الأصوات صداها، ولو على مستوى طرابلس فقط. فبعد اجتماع مجلس الأمن المركزي برئاسة مولوي قبل نحو أسبوع، انطلقت خطة أمنية في عاصمة الشمال وانتشرت عناصر أمنية من مختلف الأجهزة في شوارع طرابلس الرئيسية، إلى جانب الجيش اللبناني؛ لا سيما في فترات المساء حين يفضّل الصائمون النزول إلى الشوارع والأسواق بعد الإفطار مباشرة.
ومع أنّ مولوي كان يصرّ دائماً في مقابلاته الإعلامية على أنّ الأوضاع الأمنية في طرابلس ممسوكة وجيّدة، إلا أنّ التقارير الأمنية التي كانت ترد إلى مكتبه توحي خلاف ذلك.
معلومات «نداء الوطن» تشير في هذا السياق، إلى أنّ رئيس الحكومة ووزير الداخلية، أخذا نصائح النواب والمشايخ والفاعليات على محمل الجدّ، بعد ورود تقارير قادة الأجهزة الأمنية وتسليط الإعلام الضوء على التفلّت الأمني في طرابلس، فاتصل ميقاتي بمولوي وعقدا لقاءً اتفقا بموجبه أن يدعو الأخير إلى اجتماع لمجلس الأمن المركزي واتّخاذ القرار بإطلاق خطة أمنية في طرابلس عشية الأعياد.
خطة الأعياد هذه، ومع أنها تركت ارتياحاً لدى الأهالي بعد خوفٍ واضطرابات، وأحداث وإشكالات، إلا أنهم يسألون في الوقت نفسه عن اليوم التالي. فهل تعود الأمور بعد الأعياد إلى ما كانت عليه من تفلّت؟ وتعود السلطة إلى مافيا المخدّرات وتجار الأسلحة؟ ولماذا لا تكون هناك خطة أمنية مستدامة لطرابلس ما دام الأمن والأمان والاستقرار عوامل أساسية لأي إنماء أو ازدهار منشود؟