الديار: الأمن "فالت" في طرابلس... بأعصاب باردة تتواصل عمليّات السلب في الشوارع
دموع الأسمرما ورد على لسان مدرّسة في احدى مدارس طرابلس، عبر تسجيل صوتي لها، يختصر كل المعاناة في مدينة باتت شوارعها مستباحة لعصابات تمعن في العبث بامن وامان الطرابلسيين، وتسيء الى مدينة كانت الاكثر امنا وسلاما بين المدن سابقا...
تروي المدرّسة الوالدة حدثا حصل مع ابنها وزميله في محلة المعرض خلال ممارستهما لهواية الجري، اذ اعترضهما شخصان مسلحان على متن دراجة نارية، شهرا بوجههما سلاحا وقنبلة وسلباهما ما يحملانه من مال. والمضحك المبكي انهما انتزعا منهما هاتفهما، لكن الهاتفين لم يُعجب بهما المسلحان فرداهما الى التلميذين.
حصلت الحادثة باعصاب باردة... وهي ليست الوحيدة في تلك المحلة، ومثلها تحصل حوادث في عدة احياء ومناطق وباساليب مبتكرة، كالقاء البيض على السيارات في شوارع متفرعة، او قطع طرقات بحجارة، فينقض النشالون على السائق مسلحين ويسلبون ما يحمله... والروايات تتعدد...
ومنذ يومين اعلنت قوى الامن الداخلي عن القاء القبض على عصابة من ثلاثة اشخاص كانوا على متن دراجاتهم النارية في محلة المعرض وبحوزتهم مخدرات وسكين...
تبذل القوى الامنية جهودا لملاحقة العصابات العابثة في المدينة، ورغم ذلك فان العابثين يواصلون ممارسة اعمالهم بحوادث شبه يومية ، ثم يفرون لاجئين الى اوكارهم.
وكان سبق لوزير الداخلية أن اعلن الشهر الماضي عن تدابير امنية ورفع جهوزية القوى الامنية، لفرض الامن وملاحقة الخارجين على القانون، غير ان الفلتان الامني لا يزال على حاله، ولم تعد الشوارع آمنة لا سيما عند حلول الظلام، والحوادث تتكرر. حتى في عز النهار تحصل حوادث نشل لفتيات ونساء من قبل مسلحين على متن دراجات نارية، ينتزعون حقائب النساء او هواتفهن بسرعة فائقة. وقد سجلت حوادث عديدة من هذا النوع في شارع عزمي وفي محلة المنار وابي سمراء والتل.
ومن جديد ترتفع الاصوات المطالبة بنشر اوسع لحواجز الامن الداخلي وتسيير الدوريات وملاحقة المطلوبين، والحد من الدراجات النارية التي باتت الوسيلة الاساس لعصابات السلب والنهب والنشل، خاصة ان العصابات ومرتكبي الجرائم معروفين.
ودعت بعض العائلات السلطات والمراجع المختصة الى فرض هيبة الدولة في الشوارع، لا سيما في طرابلس التي تشوهها اعمال هذه العصابات، وتنعكس سلبا على حركة المدينة التجارية، وتتسبب بخسارة طرابلس لموقعها التجاري والسياحي، وهي اليوم تعيش احتفاليات عاصمة الثقافة العربية.