المواجهة بين المقاومة والعدو تتقدم: المنطقة على صفيح ساخن
عبد الكافي الصمدهل يعني إرتفاع مؤشّرات المواجهة بين جيش العدو الإسرائيلي والمقاومة في لبنان، في ضوء التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان واستعداد جيش الكيان بشكل مستمر ومتصاعد، أنّ الحرب قد أصبحت على الأبواب، ولا مفرّ منها؟
هذا السّؤال طُرح بقوة في مختلف الأوساط وعلى أكثر من صعيد، بعدما شهدت السّاعات الـ48 الماضية إرتفاعاً ملحوظاً في استعدادت جيش الكيان الإسرائيلي لشنّ حرب ضد لبنان، وسط تصعيد لافت في مواقف مسؤولين في حكومة الكيان وجيشه وتهديدهم بحرب مدمّرة ضدّ لبنان.
فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة قبل 117 يوماً، بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في 7 تشرين الأوّل الماضي ردّاً على الإعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة في الأراضي المحتلة ضد المقدسات والأهالي، لم تشهد الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة تصعيداً وتوتراً وتهديداً باتساع رقعة الحرب كالذي يحصل مؤخّراً، ما ينذر بأنّ الآتي سيكون أعظم، إلا إذا نجحت المساعي وتم تدارك حرباً أوسع في اللحظات الأخيرة.
مؤشّرات إتساع رقعة الحرب في المنطقة خارج نطاق المواجهة التقليدية في فلسطين المحتلة ولبنان بين جيش الإحتلال الصهيوني وفصائل محور المقاومة كانت تتوالى مع مرور الأيّام، بعدما امتدت نيران الحرب لتطال قواعد أميركية في سوريا والعراق من قبل فصائل المحور، تلاها تصعيد نوعي في البحر الأحمر إثر تدخّل تنظيم "أنصار الله" اليمني الحوثي في الحرب تضامناً مع المقاومة في قطاع غزّة والأراضي المحتلة، قبل أن يشهد يوم الأحد الماضي، 28 الجاري، إمتداد رقعة المواجهة إلى خارج الإطار التقليدي لها، بعد الإستهداف الذي تعرضت له قاعدة أميركية تقع شمال شرق الأردن، قرب الحدود مع سوريا، سقط فيه 3 جنود أميركيين ونحو 40 جريحاً، ما اعتبر جرس إنذار بأنّ نار الحرب إذا استعرت على نطاق أوسع فإنّها ستطال المنطقة كلّها، ولن تبقي أيّ منطقة أو دولة، لم تكن إحدى ساحات المواجهة، في مأمن.
وبرغم أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن قال في معرض ردّه عن طبيعة القرار الذي سيتخذه ردّاً على الإستهداف الذي طال القاعدة العسكرية المذكورة، بأنّه "لا نريد حرباً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط"، فإنّ لقادة الحرب في الكيان الصهيوني رأيّاً مختلفاً تماماً عن رأيّ الإدارة الأميركية.
فوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن الثلاثاء، 30 كانون الثاني الجاري، أنّ جيش بلاده "سيتحرّك قريباً في الشّمال عند الحدود مع لبنان"، مهدّداً بأنّه "إذا اندلعت الحرب مع لبنان فإنّ الوضع في حيفا لن يكون جيداً، أمّا في بيروت فسيكون مدمّراً"، ومضيفاً أنّه "أبلغت الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أنّهم سيغادرون المنطقة للإنتقال إلى الشّمال، إستعداداً لهذه العمليات المستقبلية".
إنتقال وحدات جيش العدو إلى شمال فلسطين المحتلة إستعداداً لمواجهة مرتقبة مع المقاومة في لبنان، وتحديداً حزب الله، إحتمال أصبح "أعلى بكثير ممّا كان عليه في الماضي"، وفق قول رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي في وقت سابق هذا الشهر، خصوصاً بعد رفض أكثر من 100 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة العودة إلى مساكنهم بعد تعرّضها لنيران المقاومة، وازدياد موجات النزوح من تلك المستوطنات في الآونة الأخيرة.
ذهاب جيش العدو الإسرائيلي نحو حرب أوسع ومواجهة مدمّرة مع المقاومة في لبنان يعني أنّ عدد من سقطوا حتى الآن في المواجهة الدائرة في الجنوب لن يقف عند حدود 200 شهيد من جانب المقاومة و15 قتيلاً في الجانب الاسرائيلي، كما أنّ حجم الدمار وموجات النزوح والخسائر ستكون كبيرة، خصوصاً في الجانب الإسرائيلي الذي يتهيّب حتى الآن الذهاب في المواجهة مع حزب الله حتى النهاية، بعدما تبلّغ تحذيرات عدّة من قبل الحزب وسواه، من حلفاء وخصوم، بأنّ ما سيلقاه في لبنان سيجعله يعتبر المواجهة الحالية الدائرة في قطاع غزّة مجرد نزهة، وأنّ نتائج المواجهة المقبلة ستغيّر خريطة الشرق الأوسط رأساً على عقب.