اسرائيل بعيدة عن القبول بإعادة إعمار غزة!
مرسال الترسفيما يعوّل الغزايون (إن في الشمال أو باقي مناطق القطاع) على دعمٍ سيأتي لإعادة إعمار ما تهدم (الاحصاءات الأولية تحدثت عن أكثر من ثلاثمئة ألف وحدة سكنية إما بصورة كلية (تدمير ومسح بالأرض) أو جزئي، بما يشكل أكثر من ثلثي ما هو قائم.
ما يعني بوضوح أن الأمر ممنهج وليس أمراً حتمته الظروف والحرب.
وبالتالي فإن ما يلمسه المراقبون والمتابعون أنه ليس في قاموس الكيان الاسرائيلي، بعد ما فعله في القطاع المنكوب، أن يسمح باعادة بناء ما تهدم لأن الفرصة وفق تقديراته لن تتاح مرة أخرى! لإنهاء هذه البؤرة التي تسببت منذ عشرات السنين بوجع رأس لقادة الكيان. وحتى لو تم وصف ما حصل بحرب الإبادة الجماعية أو التطهير الكامل!
فوفق الاستراتيجيات والخطط الموضوعة لدى اسرائيل منذ سنوات عديدة أنه يجب إزالة ما يوجد على هذه البقعة من الأرض (نحو 365 كلم مربع) لتنفيذ ما يخدم التطلعات الجيوستراتيجية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تنفيذ قناة بن غوريون التي تربط البحر الأحمر بالمتوسط (لشل عمل قناة السويس) وإنشاء المشاريع السياحية والاستيطانية على الشاطئ الغزاوي.
هذا في جانب أساسي، أما من الزاوية المالية فليس هناك من دول ذات قدرات (غربية أو عربية) قد أبدت أي استعداد لتمويل إعادة إعمار الوحدات السكنية أو البنى التحتية التي تتطلب عشرات مليارات الدولارات، بالرغم من مرور مئة يوم على بداية الحرب.
في حين يعتقد المراقبون أن قادة الكيان مستمرون بغيّهم، طالما الرأي العام الدولي يغطي هذه المجزرة ويبتدع لها الاسباب الموجبة لإكمال جريمتها، ما يعني أن عدد الأشهر لم يعد في الحسبان وإنما المخطط بات لأكثر من سنة لتنفيذ ما هو مطلوب!
ولأن الرأي العام الاسرائيلي بات معباءاً بما يكفي لاستمرار الحرب، بالرغم من تكاليفها الباهظة بشرياً على الكيان.
بينما تغطي الدول الغربية التكاليف المادية بعشرات المليارات فإن الحديث عن حل الدولتين (الذي يتحدث به متقنو الكلام والتصريحات) بدأ بالابتعاد عن الواقع. وهذا ما أشار اليه المستشار السابق للأمن القومي الأميركي والديبلوماسي المخضرم جون بولتون الذي أكد في أحدث مقالة له: "إن اسرائيل لم تعد تفكر بهذا الحل ولم تعد تقيم وزناً لما يفكر به متبنو هذا الطرح الذي بات من الماضي"، حسب تقديره.