طوفان الأقصى بين أوهام العدوان وحقائق الميدان
بقلم الأستاذ ناصر الظنطمن الملاحظ أن تصريحات قيادات العدو الصهيوني من رئيس الوزراء إلى الوزراء وحتى العسكريين ما زالت عالية السقف عبر كلامهم عن القضاء على حماس وقتل قادتها واستعادة الرهائن والسيطرة على محور فيلادلفيا (رفح) وإبعاد حزب الله الى ما بعد الليطاني ناهيك عن دعوات لتهجير أهل غزة إلى خارج فلسطين.
هذه المواقف والتصريحات تبدو كأنها أوهام وأحلام من المعتدين الصهاينة الذين لم يحققوا إنجازات حقيقية منذ ثلاثة أشهر سوى الدمار الهائل والمجازر الجماعية، أما حقائق الميدان فهي عكس ذلك تماما.
ولو أجرينا مقارنة بين المشاهد التي تعرضها كتائب القسام وسرايا القدس و سائر فصائل المقاومة حيث المواجهات الحقيقية واضحة مع جنود الاحتلال وآلياته وما يلحقونه بهم من إصابات ، في حين أن الأفلام المصورة لجيش الاحتلال أقرب إلى أعمال التدريب والمناورة ،حيث لا وجود للطرف الآخر في الصورة.
فالمجازر الوحشية مستمرة ولكن المقاومة ما زالت تواجه بضراوة وبسالة ملحقة الخسائر في جنود العدو وآلياته على جميع محاور التقدم في شمال القطاع ووسطه وجنوبه ناهيك عن إطلاق الصواريخ ولاسيما تلك التي أطلقت إلى تل أبيب "عيدية"رأس السنة من القسام الى الصهاينة اللئام ؛ أضف إلى كل ذلك المواجهات الكبرى واليومية في الضفة والقدس مع قوات الاحتلال ومع المستوطنين ناهيك عن عمليات الدهس والطعن وغير ذلك ، كما تستمر المظاهرات المنددة بالعدوان الصهيوني على غزة في أغلب عواصم العالم مما يؤكد الخسائر التي مُنِيَ بها العدو لدى الرأي العام العالمي حتى في الغرب وأمريكا ؛
ولا ننسى جبهات المواجهة التي برزت بين سوريا والعراق حيث الاستهدافات للقوات الأمريكية تارة أو إطلاق صواريخ باتجاه الجولان السوري أو إيلات وغيرها
وكذلك الموقف اليمني البطولي الذي جمع بين الموقف الشعبي الرائع عبر التظاهرات المليونية في صنعاء وغيرها ناهيك عن حملات التعبئة والتطوع استعداداً للمشاركة المباشرة في الحرب.
خاصة بعد بدء المجاهدين اليمنيين بعمليات عسكرية بطولية ضد كل سفينة يملكها الصهاينة أو تتجه إلى فلسطين المحتلة إضافة إلى إطلاق مسيرات وصواريخ إلى مواقع الاحتلال .
ويضاف إلى ما سبق الجبهة المشتعلة على الحدود اللبنانية الفلسطينية حيث تخاض معارك يومية بالصواريخ و المدفعية والمسيرات وما ينتج عن ذلك من إصابات محققة في جنود العدو ودفاعاته ومستوطناته إسهاماً من المقاومة الإسلامية في الدعم والمساندة لأهل غزة الأباة وللمقاومة الفلسطينية الباسلة .
وقد نالت القرى الجنوبية من الدمار والخراب و قدمت التضحيات والشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس وبات مشهد الثبات والصمود والاحتساب متجلياً عند أهالي الشهداء ناهيك عن الاحتضان الشعبي الذي نراه واضحاً في مسيرات التشييع الحاشدة و الى التضامن حتى على المستوى الرسمي وهذا ما برز عبر نعي المواقع الرسمية التربوية للشهيد الاستاذ علي الأسعد رحمه الله ( كل التبريك لعائلته الشريفة ولاخوانه الكرام في تجمع المعلمين وللتعبئة التربوية لحزب الله وللمقاومة الإسلامية ).
لكننا اليوم امام تطور خطير حيث ان الصهانية اللئام استهدفوا الثلاثاء الماضي ثلة من مجاهدي حماس وعلى رأسهم الشيخ صالح العاروري ( تقبل الله شهادتهم) وذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت ، هذا ديدن الصهاينة يعجزون في الميدان أمام المجاهدين فيلجؤون للتدمير والقتل والمجازر والاغتيالات بحثاً عن صورة نصر مزعوم ،ولكننا بلا شك أمام جريمة كبيرة تؤسس لتصعيد خطير من نوع جديد لا سيما في لبنان، لكن المقاومة الاسلامية وسيدها تركوا الكلمة للميدان الذي نطق بصدق وقوة وبسالة وكانت اليد العليا للمقاومة وستبقى بإذن الله . فأوهام الصهاينة تكذبها حقائق الميدان كما أسلفنا وما يؤكد ذلك أيضاً بداية انسحاب الكثير من الألوية والقوات الصهيونية من داخل غزة وكذلك إنسحاب البارجةالأميركية من البحر.
لذلك كنا و سنبقى في دائرة الثبات والعزم على مزيد من الصبر و المصابرة حتى يندحر العدوان ذليلاً باذن الله ، وإنه لجهاد نصر أو استشهاد .