الفلسطينيون على خطى اللبنانيين في دفع الأثمان!
مرسال الترسبعيداً عن كل العمليات العسكرية والأمنية التي تقض مضاجع هذه المنطقة منذ ثلاثة أشهر وآخرها عملية استهداف مسؤولين وقادة في حركة حماس في عمق العاصمة بيروت.
ففي المبدأ العام يقال أن الشعوب تتشابه في لون البشرة واللغة وشكل الملابس ... وأحياناً يمتد هذا التشابه الى أنماط التفكير والأداء فتصبح مصائرهم متقاربة الى حدٍ كبير... وهذه الأمور تنسحب بشكل نمطي على الفلسطينيين واللبنانيين الذين تساووا الى حد كبير بالمآسي والحروب فتحولوا الى جماعات تدفع الأثمان باستمرار.
لأنهم يركزون على ردات الفعل ولم ينجحوا يوم في التخطيط لإحداث الفعل وامتداداته....وهم بصدد خسارة الدنيا والآخرة كما تقول الرمزية الشعبية.
ففي لبنان عكف العديد ممن تحكموا بالسلطة منذ عقود وتحديداً منهم المسيحيين وتركيزاً على الموارنة الذين لم تتوافق زعاماتهم الاّ نادراً على القضايا التي تؤمن الخير العام لإبناء جلدتهم، كي يدعموا وجودهم الضئيل جداً في هذا البحر من الشعوب المتنافسة على أبسط الأمور حتى أعتاها.
فدفعت بهم الصراعات على المراكز والمصالح الفئوية والدينية وصولاً الى الشخصية الى دفع الأثمان باستمرار وخسارة المواقع السلطوية الواحدة تلو الأخرى.
وها هم اليوم يقفون متفرجين على شركائهم في الحكم ممسكين بزمام كل الأمور والمفاصل، فلا يستطيعون التأثير في تغيير الوقائع وفي طليعتها رئاسة الجمهورية التي يستولي عليها الفراغ بشكل دوري.
فيما هم ينتظرون الآخرين ليقرروا ما يجب فعله، ومن يجب أن يقود السفينة.
والسبب المحوري هي أنهم يختلفون على كل شيء حتى أبسط البديهيات.
وإذا استمروا على هذا المنوال فلن يبقى لهم سوى الأسم أما الفعل فهو للآخرين.
وما يقال عن لبنان ينسحب على فلسطين التي خسرت أرضها في تخطيط من الاستعمار وعدم وجود دوائر تتقن مواجهة كل تلك المؤامرات، على الأقل كما يحصل في هذه الآيام.
وما حصل بالأمس القريب في قطاع غزة يعيد الى الأذهان ماتم تدوينه قبل سبعة عقود ونصف! ففي حين فتحت حركة "حماس" ومعها بعض القوى المقاومة في غزة باباً جديداً على كتابة التاريخ.
تبدو حركة "فتح" والمنظمات التي تدور بفلكها (والتي تبسط سلطتها على الضفة الغربية) تقف شبه متفرجة (ممائلة للعديد من دول العالم) على ما يدور في القطاع المحاصر والمنكوب "وهما أبناء شعب فلسطيني واحد" إنطلاقاً من تراكمات في الصراعات والتنافس على السلطة.
وإذا ما خسرت غزة المعركة وارهاصاتها التي قد تطول لأشهر وسنوات نتيجة وقوف العالم إما داعماً او متفرجاً. سيأتي الدور قريباً على الضفة الغربية التي سيكون لها المصير المشابه.
لأن ما يخطط له العدو الاسرائيلي استراتيجياً ولسنوات طوال مقبلة يهدف الى موجات جديدة من النزوح واللجوء والى إنشاء كيان يهودي صافٍ لم يشأ اركانه الى تحديد حدوده حتى الساعة!