لبنان على خط صدع زلزال غزة!
مرسال الترسيحتفل اللبنانيون مع معظم دول العالم اليوم بالسنة الميلادية الجديدة فيرفعون الابتهالات والتمنيات بعام يكون مختلفاً عن ما سبقه من السوء في العديد من المجالات التي ملّلوا من تكرارها، فيجدون انفسهم مرتبطين بشكل وثيق بالصدع الزلزالي الذي أحدثته عملية "طوفان الأقصى" التي إنطلقت قبل نحو تسعين يوماً من دون أن تظهر أية ملامح جدية عن أفق الحلول.
فغزة التي أطلقت زلزالها في السابع من تشرين الأول الماضي أذهلت العالم الذي يقف متفرجاً على تدميرها لإعادة رسم خريطتها بأمرين: الأول عمليتها البطولية غير المسبوقة التي ستبقى عبرة في التاريخ كيفما جاءت نتائجها.
والثاني صمودها البطولي بوجه أحد أعتى الجيوش من حيث التسليح والتكنولوجيا اللذين يمتلكهما مضافاً اليهما الدعم غير المسبوق من العالم الغربي وفي طليعته الولايات المتحدة الأميركية.
أما لبنان الذي كان سبّاقاً بين أقرانه العرب حيث سارع منذ استقلاله الى المساهمة في تكوين الجامعة العربية وارتبط بقضايا هذه المجموعة الأقليمية وفي طليعتها القضية الفلسطينية حتى العظم.
وجد نفسه، عبر مقاومته هذه المرة، ملتزما برفدها بكتف مقاوم-بعكس العديد من العرب الذين تميزوا بانهم أنهم اكثر من متفرجين– لعله يساهم في إحداث صدمة نوعية على من اخذوا على أنفسهم إعادة رسم خرائط المنطقة، وعملوا على تفريخ "ربيعها العربي" قبل دزينة من السنوات، من دون أن ينجحوا في إلوصول الى الزلزال المتوخى.
فجاءت صدمة غزة لتهز طاولة رسم الخرائط بقوة وتدفع مقاومة لبنان لأن تكون لاعباً رديفاً يجب أن يُحسب له ألف حساب، بغض النظر عن التهويلات والتهديدات التي تُطلق من هذا الجانب أو ذاك والتي أثبتت المقولة:"ان من يرغب في لعب دور أساسي لا يُطلق صراخ القبور".
ولسوء القدر،وربما لحسنه، أن لبنان الذي هزته الأزمات المعقدة والمتتالية منذ أربع سنوات لن يجد في السنة الجديدة سوى مرحلة إضافية من الإنتظار – الذي يميل الى المقلق – لأن ما ستؤول إليه نتائج صدع غزة ستكون له ارتداداته على الساحة اللبنانية مع تفاؤل حذر بأن ما يُسجّل من تخبط في أرجاء الكيان الصهيوني إن على صعيد الخسائر البشرية غير المألوفة بالنسبة له منذ تأسيسه، أو على صعيد الفشل في رسم نصرٍ ولو وهمي (على عكس ما كان يحصل في حروبه السابقة مع الجيوش العربية).
سيُترجم بخطوات دولية وإقليمية تعمل على إنقاذ ماء الوجه بإخراج سياسي ما، سيستفيد منه لبنان بالتأكيد ويكون بداية لبدء حلحلة الأزمات الواحدة تلو الأخرى.