مرفأ طرابلس: نقلة نحو التطوير والمنافسة
عبد الكافي الصمدكان يوم الثلاثاء الماضي في 26 كانون الاول الجاري يوما مشهودا في مرفا طرابلس، ففيه رعى وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية وصول السفينة الصينية Hue zing long المحمّلة بالرافعات الضخمة الحديثة لتداول الحاويات إلى مرفأ طرابلس، في حضور حشد سياسي، ويمثلي شركة (CMA) الملتزمة تشغيل مرفأ طرابلس، وممثلي شركات ووكلاء بحريين ومخلصي بضائع وموظفي المرفأ.
والرافعات التي وصلت قبل ذلك بيوم واحد إلى مرفأ طرابلس جرى إستيرادها من الصين مباشرة، وهي خمس: واحدة كبيرة وخمس صغيرات، سوف ينضممن إلى ستّ رافعات موجودة حالياً في المرفأ، إثنتين كبيرتين وأربع صغيرات، وهي "ستوضع في الخدمة في غضون شهر من الآن بعد تركيبها"، حسب ما أوضح لموقع (06News) مدير المرفأ أحمد تامر.
حمية الذي جال في المرفأ أكد بعد ذلك في مؤتمر صحافي أنّ "نهضة لبنان من نهضة مرافقه، لأننا في لبنان نمتلك موقعاً جغرافياً إستراتيجي ومميز على ساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط"، كاشفاً أنّه "كما راهنا سابقاً على رفع إيرادات مرفأ بيروت من 400 ألف دولار شهرياً لتصبح اليوم فوق العشرة ملايين دولار، تذهب مباشرة إلى الخزينة العامّة للدولة اللبنانية، فإنّنا اليوم نؤكّد ما قلناه سابقاً بأنّ مرفأ طرابلس هو مرفأ إستراتيجي لكلّ البلدان العربية، وله دور تاريخي"، في إشارة إلى الدور المنتظر للمرفأ كي يكون منصّة في إعادة إعمار سوريا مستقبلاً، وفي أن يكون بوابة تصدير واستيراد السّلع من وإلى العراق ودول الخليج العربي الأخرى.
حمية الذي قال إنّ "الهدف من وراء هذه الرافعات أنّنا سنوفّر ثلث الوقت لتفريغ الباخرات، وهذا من شأنه أن يُقدّم خدمات مرفئية تجعل من مرفأ طرابلس قادراً على أن ينافس أهم المرافئ في العالم"، أشار إلى أنّ "مرفأ طرابلس الآن يدرّ من الإيرادات مئات الأضعاف عن ما كان سابقاً، ويُقدّم هذه الإيرادات للخزينة العامّة ولتطوير نفسه ويوفّر فرص عمل لأهلنا في الشّمال".
أهمية الرّافعات التي وصلت إلى مرفأ طرابلس أمر أكّد عليه بدوره مدير المرفأ أحمد تامر، الذي اعتبرها "من أهم المعدات في العالم، وهي صديقة للبيئة، وستحدث نقلة نوعية في استقطاب التجّار وشركات الملاحة لاعتماد مرفأ طرابلس محطة أساسية في استيراد وتصدير بضائعهم، خاصة أنّ هذه الرافعات تمتاز بالسرعة في عمليات تفريغ البضائع والحاويات"، معتبراً أنّ ذلك سيجعل مرفأ طرابلس "من المرافئ المنافسة في شرق البحر الأبيض المتوسط التي تسعى إلى تقديم خدمات سريعة، ممّا سيجعل الحركة في المرفأ من بين أسرع المرافىء في العالم".
وأوضح تامر في حديث لموقع (06News) أنّ "مرفأ طرابلس الذي يتم تفريغ نحو 100 ألف حاوية فيه سنوياً، فإنّ استقدام الرافعات الجديدة سيزيد بلا شك عدد الحاويات التي سيتم تفريغها في المرفأ في المرحلة المقبلة، وسيزيد من نسب الأعمال والمداخيل والإيرادات التي ستذهب إلى خزينة الدولة، كما سيفتح المجال أمام مزيد من التوظيفات فيه، وتأمين فرص عمل لأبناء طرابلس والشّمال، وسيرسّخ وجود المرفأ على خريطة المرافىء الرئيسية في المنطقة وعلى خطوط النقل البحري في العالم".
ولفت تامر في خلاصة ذلك إلى أنّ "تطوير مرفأ طرابلس يأتي ضمن خطة تكاملية للمرافىء اللبنانية وضعتها وزارة الأشغال العامة والنقل، وتعمل على تطبيقها بدأب ومثابرة، كما أنّ تطوير المرفأ يأتي ضمن التنافس مع مرافىء شرق البحر الأبيض المتوسط لجذب البواخر وشركات النقل البحري والوكلاء البحريين، وخصوصاً مرافىء اليونان وتركيا وسوريا وفلسطين المحتلة ومصر وقبرص".