كنيستا المهد والقيامة على خطى المسجد الأقصى؟
مرسال الترس يحتفل المسيحيون في العالم اليوم بعيد الميلاد المجيد فيما كنيستي المهد والقيامة في القدس المحتلة سنة أخرى تحت الاحتلال الاسرائيلي وأعداد المسيحيين في الأراضي المقدسة تتقلص الى حدود الرمزية،بينما يقف المراقبون متسائلين:
هل سيأتي اليوم الذي تتم فيه رؤية أن ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات شبه يومية مع تخطيط لهدمه لبناء هيكل سليمان وفق معتقدات الدين اليهودي، سينسحب في وقت لاحق على كنيستي المهد والقيامة؟
سؤال بدأ يطرح نفسه إزاء ما يشاهده المسيحيون في هذا المشرق على ما بات عليه عدد المسيحيين في الأراضي المحتلة وما تعرضت له الرموز المسيحية مؤخراً في غزة!
فالعالم يتابع منذ عقود ما يتعرض له "المسجد الأقصى" في القدس المحتلة من اعتداءات على يد المتشددين في الديانة اليهودية وبتغطية من جيش الاحتلال الاسرائيلي، باتت شبه يومية في المرحلة الأخيرة.
الأمر الذي دفع المقاومة في غزة التي تتصدرها حركة "حماس" الى تسمية عمليتها الشجاعة وغير المسبوقة في السابع من تشرين الأول الماضي عملية "طوفان الأقصى" لتوجيه التحذير الى كافة دول العالم وتنبيهها الى أن ما يجري في ذلك المسجد الذي يُعتبر ثاني القبلتين وثالث الحرمين بالنسبة للطوائف الاسلامية لا يمكن ان يستمر!
وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فإن أعداد المسيحيين في الأراضي المقدسة تدنت الى ما دون الأثنين بالمئة نتيجة الضغوط التي مارستها قوات الاحتلال على تلك الجماعة لترك أرض الآباء والأجداد والهجرة الى بلاد الله الواسعة كي تتاح لها الفرصة للتحكم بمصير تلك الأماكن المقدسة وما يتبعها من أراضٍ.
فأعداد المسيحيين في تلك الأراضي كان يوازي الأحد عشر بالمئة عندما اغتصبت اسرائيل الأراضي الفلسطينية عام ،1948 ولكنهم انحدرت الى النسبة المشار اليها نتيجة للمشاكل التي واجهها جميع الفلسطينيين بشكل شبه متساوٍ - وعلى سبيل المثال لا الحصر، (إذا رغب مقدسي أو مقدسية في الزواج من شخص من بيت لحم، فقد يضطر الزوجان إلى الانتظار لمدة تصل إلى 20 عامًا للحصول على تصريح لتمكينهما من العيش معًا في القدس).
ناهيك عن محاولات التعدي على الأراضي التابعة للكنائس والأديرة أو محاولة استملاكها بالطرق الملتوية لبناء المستوطنات.
وخلال الشهرين الماضيين من عمر الحرب على قطاع غزة عمد جيش العدو الى استهداف مباشر للمستشفى المعمداني، والكنيسة الأرثوذكسية ومجمعها، موقعاً المئات من القتلى والجرحى ليس لسبب الاّ لأنها تدار من قبل جماعات مسيحية.
الأمر الذي يدعو الى الاقتناع بقوة أن كنيستي المهد والقيامة في القدس المحتلة وما يرتبط بهما من رموز دينية ستتحول في وقت لاحق الى أهداف محددة للجماعات اليهودية المتطرفة وبالتأكيد برعاية قوات الاحتلال كما هي عليه الحال بالنسبة للمسجد الأقصى وما يُخبَئ له من مخططات مشبوهة.
فلهذا وسواه رأينا أن السادة مطارنة الطوائف المسيحية في ابرشية طرابلس في شمال لبنان وتوابعها قد توافقوا (على غرار رجال الدين المسيحيين في الأراضي المحتلة) على عدم تقبل التهاني بعيد الميلاد المجيد الذي هو من أهم الأعياد المسيحية تضامناً مع ما يحصل في غزة واهلنا في قرى الجنوب اللبناني!لعلهم بذلك يرمون حجراً في بركة الضمير العالمي الذي بات في خبر كان!